عضلات أبو مازن… لماذا الآن / عمر عياصرة

عضلات أبو مازن… لماذا الآن

منذ سيطرة حماس قبل عشر سنوات على قطاع غزة، لم نشهد خطابا تصعيديا وإجراءات قاسية من قبل ابو مازن تجاه القطاع، كما نشهدها اليوم، مما يجعلنا نتساءل عن مبرر ذلك وأسبابه ومداه المحتمل على الارض والورق.
محمود عباس سيزور واشنطن ويلتقي الرئيس ترامب بعد ان التقى مبعوثه في رام، ويقال انه وعد الامريكان باجراءات ترضيخية لحماس، الهدف منها إظهار أهليته أمام واشنطن بانه الرجل الاقوى في المشهد الفلسطيني.
قد تكون الزيارة، وعرض المؤهلات امام الرئاسة الامريكية هي السبب في قسوة ابو مازن غير الانسانية على قطاع غزة، فقد استحضر الرجل «موضوع الكهرباء والرواتب» ووظفها كوسيلة للي ذراع القطاع.
لكنها قطعا ليست السبب الوحيد او الاثقل، ابو مازن بعد مؤتمر البحر الميت، واتصال ترامب المشهور معه، تصالح مع القاهرة ورحبت عمان به، فشعر انه أنهى ملف دحلان من منطق القيادة البديلة.
في مقابل ذلك، فوجئ «ختيار السلطة»، بقرار حماس إعادة انتاج وصياغة ميثاقها المكتوب عام 1988، ويعلم ان من ابرز التعديلات عليه ستكون قبول الحركة بدولة فلسطينية على ارض ال 67.
هنا، وبسبب التطور المفاجئ، شعر ابو مازن بالقلق واعتقد – وهذا صحيح – ان حماس تعرض نفسها، لا بل تؤهل بنيتها للقبول الدولي والاقليمي كقوة سياسية فلسطينية تحمل مشروع الجلوس على الطاولة بطريقة مختلفة وعملية.
دخل الرجل في أزمة الشرعية الدولية والاقليمية التي كان يظن انه الوحيد القادر على الجلوس على عرشها، فبعد الاطاحة بدحلان نسبيا، جاءته كوابيس تبدل المواقف الحمساوية مما جعله يغضب ويستأسد ويحاول ان «يتغدى بحماس قبل ما تتعشى فيه».
أشعر بقلق أصاب حركة حماس جراء خطوات ابو مازن، والسبب، انها خطوات غير مسبوقة وهستيرية وتأتي في اجواء تحشيد سلبية على كل ما ينتمي للاسلام السياسي، اما جدواها على الارض، فهذا أمر آخر ننتظره وتجيب عليه تطورات الحالة في الاشهر القادمة.
مع ذلك ورغم كل هذا التصعيد غير الصحي، الا انه يمكن اعتبار كلا السلوكين (إجراءات عباس وميثاق حماس) قد حركا راكدا في مياه المشهد.

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى