هكذا تذكّر هردبشت / يوسف غيشان

هكذا تذكّر هردبشت
خلال النصف الثاني من القرن المنصرم ، انتشرت بعض الأفكار البروتستنتية بخجل في مدينة مادبا ، التي يعتنق مسيحيّوها المذهبين الكاثوليكي والأرثوذكسي .
بعض تلك الفرق البروتستنتية والمتجدّدة أفتت بأنّ من الحرام والخطيئة أن تحلف باسم الله لا بالحق ولا بالباطل ، ربّما من أجل قطع الطريق على أصحاب الأيمان المزوّرة .
ومن أجل اقناع أبناء العشائر المسيحية التي يبشرون بينها طلب هؤلاء منهم أن يبحثوا عن شيء يحلفون به كمرحلة أولى ، قبل اعتماد كلمة (صدقني ) واعتبارها وكأنّك تحلف أمام الآخر بأغلظ الأيمان .
وكان أن سافر أحد أبناء العشيرة إلى ألمانيا للعمل هناك ، فصارت العشيرة تحلف باسمه ( الذي سأغيّره هنا خوفا من سوء الفهم ) وتقول بدل القسم بالله :
– .. وَ غُربة سلمان !!
المقصود : اقسم بغربة سلمان ، أني أقول الحق والحقيقة !! .. فدرجت العبارة !!
لكن هذه الحيلة اللّغوية تعرّضت لهزة أخلاقية حينما حصلت العملية الفدائية في ميونخ بألمانيا ضدّ الرياضيّين الإسرائيليّين ، حيث تم طرد جميع الأردنيين والفلسطينيين العاملين في المانيا ( قلم قايم ) ، وكان سلمان من بين المطرودين .
تم استقبال سلمان في المدينة بشكل مفاجيء وقبل أن يبتكر الإبداع الشعبي طريقة جديدة لاستبدال حلف اليمين بالله .
فما كان من الجميع إلاّ أن استمر يحلف بــ غربة سلمان ، وتطوّر الأمر إلى أن صار سلمان نفسه يحلف بغربة سلمان .
من كتابي(هكذا تكلم هردبشت))الصادر عام2011

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى