إصابة 150 فلسطينياً بقمع الاحتلال فعاليات ضد الاستيطان بالضفة

سواليف _ أصيب نحو 150 فلسطينياً، اليوم الجمعة، خلال قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي فعاليات ومسيرات سلمية ضد الاستيطان في عدة مناطق من الضفة الغربية، تزامناً مع اندلاع مواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال، كان أشدها في جبل العرمة المهدد بالاستيطان الواقع في بلدة بيتا، جنوب نابلس، شمالي الضفة الغربية.
وأكدت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، في بيان لها، أن طواقمها الميدانية قدمت العلاج لنحو تسعين فلسطينياً خلال مواجهات مع قوات الاحتلال في قرية بيتا جنوب نابلس، إصابة منها بالرصاص الحي في الظهر، وإصابة أخرى بقنبلة غاز بالرأس، وإصابتان سقوط وكسور، و46 إصابة بالاختناق بالغاز المسيل للدموع، و40 إصابة بجروح بالرصاص المطاطي منها إصابتان بالرأس.

وقال مسعفون لـ”العربي الجديد”: “إنه جرى نقل الفتى محمد توفيق دويكات (16 عاما) لمستشفى رفيديا الحكومي في مدينة نابلس إثر إصابته بالرصاص الحي في ظهره، ووصفت حالته بالمتوسطة”، فيما أكدت مصادر لـ”العربي الجديد” إصابة رئيس بلدية بيتا فؤاد معالي، أثناء قمع الاحتلال فعالية سلمية في جبل العرمة، بالاختناق بالغاز المسيل للدموع وجرى نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج.

بدوره، أفاد الهلال الأحمر الفلسطيني بوقوع إصابة متطوع مسعف ثان بالرصاص المطاطي بالقدم في مواجهات بيتا، وإصابة عدد من سيارات الإسعاف بأضرار من الرصاص المطاطي، فيما أشار الهلال إلى أن جيش الاحتلال احتجز سيارات الإسعاف وبداخلها مصابين في قرية بيتا.

وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي قد اقتحمت، فجر اليوم، بلدة بيتا من عدة محاور، ودهمت جبل العُرمة، حيث يوجد مئات الناشطين الفلسطينيين والمتضامنين الأجانب لمنع المستوطنين من الوصول إلى الجبل والسيطرة عليه، وقمع الاحتلال الموجودين هناك، بإطلاقه وابلاً كثيفاً من الرصاص الحي والمعدني المغلف بالمطاط وقنابل الغاز المسيل للدموع، ومع اقتراب موعد صلاة الجمعة، تمكن العشرات من العودة للمكان، حيث أدوا الصلاة هناك، لتندلع بعدها المواجهات من جديد.

وقال رئيس هيئة الجدار والاستيطان، وليد عساف، لـ”العربي الجديد”: “إن الهيئة، بالتعاون مع لجان المقاومة الشعبية، نصبت، أمس الخميس، خيمة ضخمة على قمة الجبل لمنع المستوطنين من تنفيذ تهديداتهم باقتحامه والسيطرة عليه”.

وتابع: “ما قمع الاحتلال لهذه الفعالية سوى دليل على نجاحها في إفشال مخططاته ومخططات المستوطنين الذين أعلنوا، على مواقعهم الإلكترونية، نيتهم وضع اليد والسيطرة على المنطقة بزعم أهمّية الجبل في العصر التوارتي، وأنه مهم لحماية الحدود الشمالية لما يسمى (مملكة السامرة)”.

في سياق آخر، أصيب عدة فلسطينيين بحالات اختناق بالغاز المسيل للدموع جرى علاجهم ميدانياً، عقب قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي مسيرة سلمية في مدينة الخليل جنوبي الضفة، والتي خرجت من أمام مسجد علي البكاء في المدينة باتجاه البلدة القديمة من الخليل، إحياء للذكرى الـ26 لمجزرة الحرم الإبراهيمي، وفق ما أفاد به الناشط في “تجمع المدافعين عن حقوق الإنسان” عماد جابر لـ”العربي الجديد”.

وأشار جابر إلى أن تدافعاً وقع بين جنود الاحتلال والمشاركين في المسيرة حين وصولها إلى البلدة القديمة في الخليل، ثم قمع جيش الاحتلال المسيرة، وأطلق قنابل الغاز باتجاه المشاركين ما أوقع إصابات بالاختناق جرى علاجها ميدانياً، كما رشق مستوطنون الحجارة باتجاه المشاركين، ما أدى لإصابة شاب بجروح، بينما اندلعت مواجهات ما زالت مستمرة عقب المسيرة في منطقة شارع الشهداء في البلدة القديمة بالخليل.

وفي قرية كفر قدوم، شرق قلقيلية، شمالي الضفة، أصيب عشرات الفلسطينيين بالاختناق بالغاز المسيل للدموع وبجروح بالرصاص المطاطي من بينهم طفلان، بعد إطلاق قوات الاحتلال الإسرائيلي النار وقنابل الغاز المسيل تجاه المشاركين في المسيرة الأسبوعية المناهضة للاستيطان في القرية، والتي خرجت هذا الأسبوع إحياء للذكرى السادسة والعشرين لمجرزة الحرم الإبراهيمي، وفق ما أكده منسق لجان المقاومة الشعبية في قرية كفر قدوم مراد شتيوي لـ”العربي الجديد”.

وأوضح اشتيوي أن 33 إصابة كانت بالاختناق من الغاز المسيل للدموع خلال قمع الاحتلال لمسيرة كفر قدوم، علاوة على إصابة 6 بالأعيرة المعدنية المغلفة بالمطاط، أحدها أصاب فتى يبلغ من العمر 17 عاما بالرأس، وجرى نقله لمستشفى رفيديا الحكومي في مدينة نابلس، ووصفت حالته بالمتوسطة نتيجة إصابته بشِعر في الجمجمة، إضافة لإصابة فتى آخر يبلغ من العمر 15 عاما بجروح بشظايا رصاص حي بالقدم، فيما أشار اشتيوي إلى أن مواجهات عنيفة أعقبت المسيرة، تخللها اقتحام قوات الاحتلال للقرية ومداهمة المنازل واعتلاء أسطحها وتحويلها لثكنات عسكرية للقناصة.

وقال شهود عيان، لـ”العربي الجديد”: “إن جنود الاحتلال باغتوا المشاركين في المسيرة بإطلاق وابل من قنابل الغاز والرصاص المطاطي، حتى قبل وصولهم إلى المنطقة التي تجري فيها المواجهات عادة، ما أدى لإصابة عدد كبير منهم”. وأشاروا إلى أن قوات الاحتلال نصبت كمائن للشبان في بعض البيوت القريبة من موقع المواجهات، كما تمركز آخرون على تلة قريبة.

في هذه الأثناء، قمعت قوات الاحتلال الإسرائيلي المسيرة الأسبوعية في قرية بلعين، غرب رام الله، وسط الضفة الغربية، حين وصولها إلى قرب منطقة الجدار الفاصل المقام على أراضي القرية، ما أوقع عدداً من الإصابات.

وقال منسق اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان في بلعين، راتب أبو رحمة، لـ”العربي الجديد”: إن “المسيرة الأسبوعية المناهضة للاستيطان ورفضاً لصفقة القرن، خرجت من وسط القرية باتجاه جدار الفصل العنصري، لكن قوات الاحتلال أطلقت قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع باتجاه المشاركين ما أوقع عددا من الإصابات بحالات اختناق جرت معالجتها ميدانيا”.

من جانب آخر، اندلعت مواجهات بين عشرات الشبان وقوات الاحتلال الإسرائيلي قرب ما يعرف بحاجز بيت إيل، المقام عند المدخل الشمالي لمدينتي رام الله والبيرة وسط الضفة الغربية، ورشق الشبان قوات الاحتلال المتمركزة في أكثر من منطقة في محيط الحاجز، فيما أطلق جنود الاحتلال قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص المعدني المغلف بالمطاط، ولا تزال المواجهات مستمرة.

على صعيد آخر، قطع مستوطنون، اليوم الجمعة وأمس الخميس، 580 شجرة كرمة في أراضي بلدة الخضر، جنوب بيت لحم جنوبي الضفة، في الأراضي الواقعة على مقربة من مستوطنتي “إليعازر” و”دانيال” المقامتين على أراضي الخضر، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية “وفا” عن الناشط الشبابي عماد دعدوع.

وكانت قوات الاحتلال قد هدمت، أمس الخميس، مسكنين وحظيرتي أغنام في مسافر يطا، جنوب الخليل جنوبي الضفة، وفق تصريحات لمنسق اللجان الشعبية والوطنية لمقاومة الجدار والاستيطان في جنوب الضفة، راتب الجبور، بينما أكد الناشط في لجنة الحماية والصمود في مسافر يطا، فؤاد العمور، أن جرافات الاحتلال هدمت بركسا وحظيرة أغنام بمسافر يطا.

في سياق آخر، أدى أكثر من 50 ألف مصلٍ، اليوم، صلاة الجمعة في رحاب المسجد الأقصى المبارك.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى