إجهاض زهرة

إجهاض زهرة
عبير الدهامشة

باتت كالنجمة المضيئة في عتمة الليالي ، تتلألأ بنورها وتمنحه لمن حولها ، تلك النجمة هي ذاتها التي تروي حكاياتها كل ليلة إلى دميتها ، تسرح شعرها ، وتحتضنها ، وتداعبها وكأنها صديقتها ، تراودها أفكار الطفو لة ببرآتها وأحلامها، كانت تنطلق حرة بلا قيود وأحلامها تسبقها، إلى أن التفت القيود حولها ووقفت حاجزا بينها وبين أحلامها ، يتراوح إلى أذهانكم من هي تلك النجمة ؟ وأي قيود منعتها من تحقيق أحلامها ؟ .
تلك النجمة هي تلك القاصرة التي لم تصل إلى سن البلوغ ولم تكتمل أنوثتها بعد و التي تؤهلها إلى الزواج ، فهي ما زالت تنام بأحلام طفولتها وتلعب بدميتها.
كثيراً ما نسمع ” الغاية تبرر الوسيلة ” ، ولكن ما هي الغايات والأسباب التي قررت تلك الظاهرة ألا وهي ” زواج القاصرات ” ، تلك الظاهرة المنتشرة في أيامنا هذه والتي همشت حقوق القاصرات في تحقيق احلامهن وجعلتهن يعشن في سجن الزوجيه ، ومن أواٸل الأسباب ;الفقر ، يرى الكثير أن الفقر من اهم الأسباب التي تدعوا الأسرة لزواج طفلتها وذلك لتحقيق المكاسب المادية التي تساعدها على تخطي الصعوبات المادية، وآخرون يعتقدون أن في ذلك تخفيف من العبء على العائلة في كل نواحي معيشتها.
ثانيها ، العادات والتقاليد فبعض المجتمعات وللأسف تمتلك هذه العادات السيئة وكما هي في معتقداتهم أن الفتاه اذا تجاوزت سن السادسة عشر أو السابعة عشر من عمرها وصلت إلى مرحلة العنوسة بغض النظر عن وصولها إلى سن البلوغ ، وهو المصطلح الذي قضى على الكثير من الإناث وانعکس علی تحقيق احلامهن.

وثالث أسباب هذه الظاهرة ، وهي قلة وعي الوالدين بمفهوم مرحلة المراهقة ومشكلاتها ، ومثال ذلك تتعرض بعض القاصرات إلى الوقوع في علاقة دون علم الأهل وعندما يعلم الأهل يبدأون بالضغط على الفتاة وتزويجها من اول شخص يتقدم لها كجزاء على خطأها ، بدلا من أن يجلسوا معها ويشرحوا لها خطورة خطأها .

قال تعالى : ( سبحان الذي خلق الأزواج كلها مما تنبت الأرض ومن أنفسهم ومما لا يعلمون ) ١، نظر الإسلام إلى زواج القاصرات بأن حق على الأهل أن يعطوا الفتاه حقها في قبول الخاطب ورفضه دون أي ضغط.

مقالات ذات صلة

وكان لهذه الظاهرة نسبة كبيرة سجلت في بعض الدول ، ومن أهمها : الهند وسجلت أعلى نسبة ثم تلتها بنغلادش ، والبرازيل ، وسرعان ما ركبت هذه الظاهرة قطارا سريعا إلى أن وصلت إلى مصر الأردن والعراق وأصبحتا من أشهر الدول في احتضانها.

لن نضع كل المسؤولية في تزويج القاصرات على الأهل ، فبعض الفتيات هي من تقبل بالزواج دون أن تتعرض إلى أي ضغط ولكن يعود سبب ذلك إلى قلة وعيها وإداركها لمفهوم الزواج ولكن يرتابها شعور الغيرة من أقرانها فتتباهى بأنها لبست الخاتم ، وبعد وقت تدرك الخطأ الذي وقعت به وتندم ولكن الوقت مضى.

الزهرة إذا زرعت في غير مكانها تؤثر عليها الظروف وتحد من نموها ، وكذلك القاصرة فهي تشبه الزهرة ، فما تأثيرات الزواج المبكر على القاصرات : المشاكل الصحية لعدم اكتمال أعضاءها وضعف جسمها ويعد الحمل المبكر والولادة المبكر سبب في وفاة بعض الفتيات ، والضغط النفسي وذلك بسبب انتقال الفتاة الصغيرة من المدرسة والابتعاد عن أصدقائها وفقدانها الدعم الاجتماعي ، وإنهاء حياتها التعليمية ويؤثر ذلك على فرصتها بالحصول على كسب المال مما يجعلها فقيرة اذا مات الزوج أو تم الطلاق ، وانهيار الزواج بسبب الجهل وعدم القدرة على التكيف ، ومواجهة صعوبة في تربية الأطفال وذلك لنقص الإلمام الكافي بأساليب التربية .

ما زالت هذه الظاهرة تزداد في مجتمعاتنا ، فعلينا أن ندرك الوعي بها ويجب أن نحد من انتشارها ونمنح فتياتنا الفرصة لتحقيق آحلامهن لنحد من انتشارها ونأخذ بعين الاعتبار أثارها على تطور المجتمع بفقدانه نسبة من معلماته وطبيباته ومهندساته وغيرهن وهذا يؤثر سلبيا على ازدهاره مقارنة بغيره وغيرها من الآثار على الندم الذي يعيشه الأهل في حال فشل زواج أبنتهم والذي قد يحول حياتها إلى كابوس ولا ننسى آثاره على الفتاه ومسؤولياتها وتحملها عبء أكبر من عمرها .

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى