كان ياما كان …. الجاهزية / حاتم الطراونه

كان ياما كان …. الجاهزية
في بداية كل شتاء …. وفي مثل هذه الظروف الجوية، تبدأ روايتنا المعتادة:- كم هائل من اللقاءات المرئية والمسموعة والاتصالات الهاتفية وتحليل محوري وافقي وعامودي وتحت المجهر وفوق العادي وروايات وقصص ما قبل النوم والكثير الكثير.
ولكن يا ترى هل ستتغير هذه السيناريوهات أم ستبقى مكانك سر، وعلى سبيل الصدفة حاولت أن استجمع السيناريوهات المرتقبة والتي وأن كانت مكررة فإنها تشدّ الانتباه بشكل هائل حتى أن الشوارع تكون شبه خالية من شدة الترقب لمثل هذه السيناريوهات.
على سبيل المثال للحصر تبدأ الاستعدادات الشتوية في بداية كل منخفض بغض النظر عن قوته أو مصدره، بأن يبدأ الحديث عن الجاهزية من قبل جميع مسوؤلين والموظفين المعنيين وغير المعنيين والفنيين والعمال ومن كل القطاعات حتى نشاط دباغة الجلود (وأكن لهم كل الاحترام) يتحدث عن الجاهزية ليظن كل مواطن أنه الابن الأوحد لهم.
تبدأ الساعات الأولى للحالة الجوية ويبدأ معها وضوح مدى الجاهزية، انقطاع التيار الكهربائي، إغلاقات في الطرق وفي كل مكان واللوم على كل من كان، أزمة سير خانقة، غرق العبارات والمناهل، شح الغاز والكاز والديزل والخبز، ارتفاع أجور النقل العام والخاص، ارتفاع في أسعار السلع والمواد التموينية والغير تموينية، تخبط في اتخاذ قرار تعطيل الدوائر الحكومية، تخبط في دوام طلبة المدارس، حالة من الذهول تصيب المواطن والمسئول على حد السواء.
ومن هنا تنطلق عِبارات كثيرة وتحفظ غيبا، منها …. فرق الطوارئ في الموقع وجاري العمل على إيصال التيار الكهربائي ، جاري فتح الطرق واليات الـ …. أبصر مين بالتعاون مع أبصر مين تعمل على قدم وساق في خدمة المواطن وفتح الطرق والعالم الله، آليات القطاع الخاص (الذين لا يطلبون مقابل فتح الطرق أي مبالغ نقدية)، توفر المحروقات توفر السلع توفر الخبز، ويزداد المواطن ذهولاً

بعد انتهاء المنخفض أو الحالية الجوية، يبدأ التراشق بإلقاء اللوم على الجميع على المواطن وعلى المسئول وعلى البنية التحتية والجاهزية ومحلات دباغة الجلود والقطاع الخاص وعلى كل من تطاله العين.
وفي نهاية المطاف تسجل هذه الأحداث على الحالة الجوية الغير مسبوقة وتذهب الجاهزية في خبر كان، وتأرشف هذه الأحداث ليتم إعادتها في مرة أخرى وفي ظروف جوية أخرى… وطار الطير وتصبح على خير.

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى