ما بين فصل وفصلين التوجيهي يراوح المكان

ما بين فصل وفصلين التوجيهي يراوح المكان

جميل يوسف الشبول

في الامس البعيد لم يكن للتوجيهي قيمة حيث لا اعتراف فيه من دول الجوار وكان الاردني يحتاج الى #التوجيهي المصري كي يتمكن من دخول الجامعة.

اصبح لدينا توجيهي معترف به ومتقدما على معظم #الشهادات #العربية المؤدية الى اسوار #الجامعات ان لم يكن الاقوى على الاطلاق ويعود الفضل لقادة تربوبين حقيقيين ارادوا فاراد الله لهم وها هو المرحود ذوقان الهنداوي يرفض امرا لاحد رؤساء الوزارات السابقين الذي لجأ للملك بان يتجاوز ابنه الامتحان رغم رسوبه ويضع ذوقان بقاءه في المنصب مع هذا النجاح الاثم ويؤيده دولة الشهيد وصفي التل في قراره ويقول له “يا ذوقان لو جاوبتني غير هذا الجواب لقلت لنفسي هذا ليس ذوقان الذي اعرفه فقال وصفي للملك ولا شي سيدي ذوقان حط استقالته امامنا ففرح الملك وانبسط” ورسب الابن المدلل ونجح التوجيهي الاردني وكسب ثقة العالم.

انبيك ابا محمد ان لغما وضع في بناء التربية وسما حقن في جسد التعليم منذ ان فعلت فعلتك تلك فالراسبون عادوا مسؤولين فسمحوا للتعليم الخاص ان يتسيد المشهد فسربت الاسئلة وبيعت واتهمت مدارس خاصة ومتنفذين بتقديم رشى كي تكون مدارسهم في الطليعة وعادت اياديهم بيضاء ناصعة لعدل مس اصابعها .

لم يكتفوا بذلك فقد قطعوا شريان التعليم عن القرى والبوادي والمخيمات ولكل من لا بواكي له وهرعوا يحمون التوجيهي بالمدرعات واجهزة الرادار والتشويش وتعطيل الشبكات لتكسير الاطراف خدمة لاولاد الذوات ولمن يملك المال وسباق المساواة بين ابن الجفر والرويشد والمفرق والمخيمات وكل من قصرنا معه بالبناء الجيد والمدرس الكفوء مع ابن الطبقات الميسورة ومن يتجاوز قسطه السنوي 20 الف دينار ويا لها من عدالة.

بعد سنة واحدة استبعد عراب التكسير باخر اشد لطفا فبشر الناس ان لا فاشل بين ابنائكم فالكل ناجح وبدأنا باستخدام بطاقات حكام كرة القدم وعزلنا المناهج عن الوزارة فهي محرمة على جندي الميدان ووصلنا الى معادلة كيف نكسر ارادة الطالب ونشعره بالفشل فعليكم بمدره الفيزياء (المدره هو الرجل المفوه الذي لا يجاريه في البلاغة والخطابة احد)لا يبقي ولا يذر حتى نخفف من هذا الزحف العلمي بعد ان بنينا 30 جامعة وادرنا الظهر لكل خريج.

في كل عام نبدأ بامتحان ضمن المقرر ومن ثم نسمع عبارة ضربوهم بمادة كذا وكأننا في معركة مع شبابنا والاصل ان يكون هناك سؤال للطلبة المتفوقين وسؤال للطلبة المتميزين في كل مادة من المواد حتى يكون الهدف تقييمي لا ان يكون فيه احباط للطلبة واهاليهم وخدمة للجامعات الخاصة التي انخفضت ارباحها بنسبة معينة لكن المواطن غير مسؤول عن دعم هؤلاء ويكفيه دعم الكهرباء والمحروقات وغيرهما.

لن تقوم لهذا الوطن قائمة ان لم نصلح التعليم ونعيد للمناهج ما انتقص منها وان نسير بالتعليم نحو التميز واعداد العلماء ودعمهم وتوجيه ما تبقى نحو قنوات الانتاج والانجاز فلدينا جيل شاب تتنمنى الدول المتقدمة كالمانيا واليابان على سبيل المثال وجوده لديها لكننا استقدمنا بعض هذه الشركات وسلمناهم المتميزين من ابنائنا بحجة الاستثمار فكان الراتب القليل وبما يشبه النخاسة .

قصة الفصل والفصلين وتجريب المجرب فيها محاولة مكشوفة لدفن القضية لا حلها بل الاستمرار في اضعاف التعليم واسقاط وزارته ومدارسه ونقابته وكل شيء له علاقة به كما اسقطنا غيره من القطاعات .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى