ما الذي حصل في تركيا بتاريخ 15 / تموز /2016

ما الذي حصل في تركيا بتاريخ 15 / تموز /2016

محمد صديق يلدريم

في الخامس عشر من تموز في تركيا، قامت جماعة مرتبطة بمنظمة فتح الله الإرهابية (فتو) التي يتزعمها فتح الله غولان المقيم في ولاية بنسلفانيا في أمريكا بمحاولة انقلاب عسكري بقيادة أعضائها في القوات المسلحة التركية، شارك 2000 شخص من مواطنينا و استشهد 249 شخصا من الشعب التركي في هذه المحاولة الانقلابية التي أفشلها وقدم فيها بمقاومته وبصمود باقي أذرع الدولة مثالا للإنسانية يحتذى به.
ما هي الفيتو ؟
على رأس منظمة فتو موظف دين متقاعد متخرج من المدرسة الابتدائية اسمه فتح الله غولان، خلال سنوات السبعينات، ظهرت كمجموعة دينية وحركة للمتجمعين حول أفكار هذا الشخص الشاذة من خلال المدارس الخاصة والمراكز وبيوت الطلبة ومساكن الطلاب التي افتتحها، وقاموا بأنشطتهم غير القانونية بسرية تامة محاولين تكوين رأي عام على أنهم مجرد مجتمع مدني يقوم بأنشطة تعليمية محلية ودولية. اتبع أعضاؤه سياسة إظهار أنفسهم على أنهم متطوعين من أجل الديمقراطية وحوار الأديان والسلام وذلك من خلال رسائل المحبة والتسامح وغيرها. ولكن بالنظر إلى تنظيمهم نرى أنهم أخفوا هويتهم الحقيقية في تركيا والدول المعنية، وتسللوا إلى الأماكن الحساسة في الدولة مثل الجيش والمحاكم والأمن والمخابرات والبيروقراطية بعدة توجهات ( يمين، يسار، علماني، متدين). وهذا يوضح حقيقة هدف المنظمة التي تظهر نفسها كحركة خدمية في البلدان الناشطة فيها.

ما هو هدفها ؟
في البلاد الناشطين فيها يظهرون كمدرسة أو مركز تعليمي \ ثقافي أو مؤسسة مهنية أو كمؤسسة المجتمع المدني، ثم يستولون على الدول من خلال اختراق المواقع الحساسة، يحاولون إخضاع الدول والمجتمعات وحتى كل العالم لأفكار قائدهم الذي يعتبرونه “إمام الكائنات” من خلال أعضائها الذين تسيطر عليهم منذ الصغر ومن ثم تضعهم في المواقع المؤثرة. يرى أن استخدام كل أنواع التقية والافتراء والدسائس والمصائد وكافة الأعمال غير المشروعة هي وسائل مشروعة لتحقيق أهدافه. من خلال التعليم والإقناع عبر السنين اكتسبوا احترافية في هذه المواضيع لا يمكن فهمها من قبل الإنسان العادي. يتنقل أعضاؤها من شكل إلى آخر في “روح اصطفاء” و “افتداء” مثل المسيح، وينفذون كل النشاطات غير القانونية بما فيها القتل إن توجب الأمر.

ماذا فعلت حتى الآن ؟
خاصة في السنوات العشر الأخيرة، قاموا بواسطة القضاة والنواب العامين والشرطة الذين يخدمون أهداف المنظمة السرية بحبس الكثير من أفرد الجيش والشرطة والبيروقراطيين والصحفيين والأكاديميين الذين يرونهم عائقا أمامهم، وهكذا استهدفوا السيطرة على كل مفاصل الدولة.
منظمة فتو التي تعتقد أن السيطرة على النظام بات صعبا جدا، نفذت محاولتها الانقلابية الأولى في شباط 2012، متخذين من الجهود التي يبذلها خاقان فيدان مستشار المخابرات من أجل حل المسألة الكردية، في 17-25 كانون الثاني 2017 قامت بالمحاولة الانقلابية الثانية وذلك من خلال محاولة اعتقال بعض أعضاء الحكومة بذرائع مفبركة عن الفساد.

ماذا حصل في 15 / تموز
في 15 تموز 2016، قامت خلايا منظمة فتو المنظمة في الجيش بمحاولة انقلابية دموية مجنونة بالطائرات الحربية والمروحية والدبابات، دفعت بالدبابات على المواطنين المقاومين للانقلاب في الشوارع، وقامت منظمة فتو بقصف قصر الرئاسة والبرلمان ومباني الأمن العام والمباني الحكومية والشعب المقام للانقلاب في انقره وإسطنبول بالطائرات الحربية، وحاولت اغتيال رئيس الجمهورية السيد رجب طيب أردوغان. استشهد في محاولة الانقلاب هذه 173 مدني و62 شرطي و5 جنود. بالإضافة لهذا فقد أصيب 1491 شخصا بنيران الانقلابيين.
لو نجحت محاولة الانقلاب، كان سيقتل آلاف البشر وتصادر الديمقراطية والحريات، وكانت ستقوم دكتاتورية عسكرية تدور في فلك أفكار فتح الله غولان الدينية المنحرفة. قاومت بشدة محاولة الانقلاب الرجعية هذه، كافة شرائح المجتمع بأفكارها المختلفة، والأحزاب السياسية والجمعيات المهنية ومؤسسات المجتمع المدني والإعلام وعالم الاقتصاد. في النهاية تمت السيطرة على محاولة الانقلاب الدموية، وعادت مؤسسات الدولة إلى عملها الطبيعي بنسبة عالية.

هل فيتو تهدد تركيا فقط ؟
كما يشاهد في محاولة الانقلاب الأخيرة، فإن منظمة فتو التي أرادت إنشاء دكتاتورية عسكرية تعتمد على أفكار دينية منحرفة، لا تعترف بأية حدود أو مباديء أو قواعد من أجل تحقيق أهدافها. وقامت بالهجوم المباشر على المواطنين العزّل الأبرياء بقصد قتلهم في محاولة 15 تموز. المنظمة التي تستخدم مفاهيم مثل الحوار والمسامحة، تتنظم في مجالات حساسة لا دخل لها أبدا بحركات مؤسسات المجتمع المدني. وهي لا تعترف بأفعالها وذلك بناء على التعليم عبر السنوات الطوال وطرق التخفي التي تعلموها. ولأن المنظمة تستخدم كل الوسائل من أجل تحقيق أهدافها في أفكارها المنحرفة وأجندتها السرية فإنها تعتبر تهديدا ليس لتركيا فقط بل لكل البلدان والدول التي تنشط فيها وللإنسانية جمعاء. تتبع المنظمة في البلاد الناشطة فيها طرقا تشبه إلى حد كبير تلك التي استخدمتها سابقا في تركيا. في الوقت الحاضر تقوم بأنشطة تظهرها لطيفة بعين التجمعات.

ما الذي يجب فعله ؟
يجب محاربة المنظمات الارهابية (فيتو ، داعش ، بوكوهرم ) ، والتي تظهر القيم الدينية بناءا على معتقداتها الشاذة كعائلة انسانية معا . يجب ان لا ينسى الدعم المعطى من المنظمات الدولية و التي تحترم كل من : الحرية، وحقوق الانسان ، والارداة الشعبية ، والديمقراطية و المقاومة المجيدة التي قدمها أشخاصها .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى