ثواب الحج .. وفضل عرفة / أمير شفيق حسانين

ثواب الحج .. وفضل عرفة

اليوم عرفة .. ما أعظمه من يوم عند الله .. اليوم يقف الملايين من ضيوف الرحمن علي صعيد جبل عرفات .. يدعون ربهم متذللين .. حالهم في سعادة بالاستطاعة علي الحج ، وأيضاً حالهم في بكاء وتضرع وندم علي ذنب وذنوب ومعاصي فعلوها .. اليوم يوم مغفرة لحجاج بيت الله المخلصين .. ويالحظ من يقبل الله حجته .. وتُكتب له التوبه في ذلك اليوم العظيم ..
هنيئاً حجاج بيت الله .. فلتطوفوا ولتسعدوا ولتهنئوا .. إنها الفرصة العظيمة في يوم عظيم أن تندموا وتعقدوا العزم علي الاقلاع عن كل ما يغضب الله .. نراكم تتوافدون علي صعيد عرفات فرادي وجماعات .. ترتدون الثياب البيضاء .. التي ترمز للمساواه بين الخلائق ، تدعون ربكم أن تعودون الي بلادكم بعد أداء فريضة الحج ، وصفائح أعمالكم قد صارت بيضاء نقية من الذنوب والآثام ، مثل ما ارتديم من ثياب الاحرام البيضاء النقية .. يا لجمال التشبية .. ويا لعظمة الإسلام وفرص توبته .
حجاج عرفات .. طبتم وطاب مسعاكم ، وتقبل الله منكم نواياكم الخالصة ، وجهدكم الذي بذلتموه ، وسفركم الذي أصابكم بالمشقة والتعب ، وفيكم المرضي والشيوخ ، ومن بلغوا من الكبر عتياً ، جميعكم جئتم تتوددون للعزيز الغفار ، تدعونه سبحانه ، أن يمن عليكم بعظيم رحماته ومغفرته الواسعة ، وأن تكون من أصحاب الفردوس الأعلي .
حجاج البيت العتيق .. تركتم دياركم ، سامحتم من أهدر حقوقكم ، أو ظلمكم وأساء إليكم ، وطلبتم العفو ممن ظلمتم ، ثم أديتم الحقوق إلي أصحابها ، وأوصيتم أبنائكم وأهليكم بالوصية الحسنه ، خشية أن يقبضكم الله إليه ، وأنتم مقصرون في حقوق عباده ، فكانت غيتكم ألا تذهبوا للحج ، إلا وقد سويتم ما بينكم وبين العباد من حقوق ومظالم حتي تطمئن قلوبكم ، أيها الحجاج المكرمون .
يا لخيبة الشيطان الرجيم ، ويا لحسرته التي لا توصف ، في يوم عرفات ، يبكي الشيطان ويضع التراب فوق رأسه ندماً وحزناً علي غفران الرحمن لعباده الطامعين في مغفرته ، وصدق الرسول الاعظم عندما قال : ” مَا رُئِيَ الشَّيْطَانُ يَوْمًا هُوَ فِيهِ أَصْغَرُ وَلَا أَدْحَرُ وَلَا أَحْقَرُ وَلَا أَغْيَظُ مِنْهُ فِي يَوْمِ عَرَفَةَ، وَمَا ذَاكَ إِلَّا لِمَا رَأَى مِنْ تَنَزُّلِ الرَّحْمَةِ وَتَجَاوُزِ اللَّهِ عَنْ الذُّنُوبِ الْعِظَامِ . ”
تري المسلمون .. في كل مكان .. يهللون ، يكبرون ، يذكرون الله ، في تلك الأيام العظيمة – العشر الأوائل من ذي الحجة – التي أقسم بها في قرآنه الكريمة .. عباد الرحمن يدعون ربهم تضرعاً وخفية ، يقتدون بسنة النبي الحبيب صلى الله عليه وسلم ، الذي قال:في حديثه الشريف : ” خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، والحديث حسنه الألباني.
حجاج بيت الله منشغلون بأداء الركن الأكبر من الحج ، وهو الوقوف بعرفه ، أفئدتهم وعقولهم وألسنتهم ، لا تنشغل إلا بذكر الله وتلبية النداء ” لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك .. إن الحمد والنعمة لك والمُلك لا شريك لك ” ، الكل يشهد بوحدانية الله وعظمته وعظيم قدرته .أما غير الحجاج ، فكم حرص الكثيرون منهم علي صيام يوم عرفه ، طاعة لسنة النبي الأعظم الذي سئل عن صوم يوم عرفة فقال :” يكفر السنة الماضية والسنة القابلة ” ، أما أما الحجاج فلا يسن لهم صيام يوم عرفة، لأن النبي صلى الله عليه وسلم ترك صومه، وروي عنه أنه نهى عن صوم يوم عرفة بعرفة.
اللهم أغفر لحجاج بيتك الحرام ، وأكتب بالمغفرة لكل مسلم موحد ، اللهم أرزق كل عبد مجتهد في العباده ، نعمة الحج ، وتكفير الذنوب ، وقد قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (مَنْ حَجَّ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ كَمَا وَلَدَتْهُ أُمُّه ( ، اللهم أكتب بالهداية لكل ذي مال شغله عن إنفاق بعض ماله لأداء الحج ، وأن يسارع بالحج ، قبل موته ، فالموت يأتي بغته ، وعَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ لَمْ يَمْنَعْهُ عَنْ الْحَجِّ حَاجَةٌ ظَاهِرَةٌ أَوْ سُلْطَانٌ جَائِرٌ أَوْ مَرَضٌ حَابِسٌ فَمَاتَ وَلَمْ يَحُجَّ فَلْيَمُتْ إِنْ شَاءَ يَهُودِيًّا أو نَصْرَانِيًّاً ، أما الحديث في رواية أخري عَنْ عَلِيٍّ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ مَلَكَ زَادًا وَرَاحِلَةً تُبَلِّغُهُ إِلَى بَيْتِ اللَّهِ وَلَمْ يَحُجَّ فَلَا عَلَيْهِ أَنْ يَمُوتَ يَهُودِيًّا أَوْ نَصْرَانِيًّا ”
ينقضي يوم عرفه ، ويأتي صبيحة عيد الأضحي فيكبرون المكبرون ” الله أكبر ، الله أكبر ، لا اله إلا الله ، الله أكبر ، الله أكبر ولله الحمد , الله أكبر كبيراً ، والحمد لله كثيراً ، وسبحان الله بكرة وأصيلاً ، لا اله إلا الله وحده ، صدق وعده ، ونصر عبده ، وأعز جنده ، وهزم الأحزاب وحده ، لا اله إلا الله ولا نعبد إلا إياه مخلصين له الدين ولو كره الكافرون ” .

Amirshafik85@yahoo.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى