رجالات الدولة اختفت ام اُخفيت ؟!

#رجالات_الدولة اختفت ام اُخفيت ؟!

 ـ اعزي الامة، بفقيد الامة #الليث_شبيلات / #رجل_الموقف_والكلمة ـ

#بسام_الياسين

في عجالة بحدود المساحة المتاحة،والكلمات المعدودة لمقالة قصيرة،نتكلم فيها عن اوجاعنا الوطنية،لاعن نهاية الجغرافيا،حيث تقلصت المسافات،في عصر صواريخ فرط صوتية،وقطارات ” الطلقة اليابانية ” طوت الارض تحت عجلاتها،ورسائل الهواتف المحمولة المشفرة،ذوات الصوت والصورة، شلت فاعلية الشرطة السرية، والعيون المخابراتية.و لا نتحدث عن نهاية التاريخ الذي كان يتغنى بامجاد القادة على طريقة ” مسلة ميشع ” الذي تنسب انتصارات الامة للفرد القابع في مخدعه.فالتاريخ كما فوكو :ـ ” عملية ارتقاء فكري،يعتمد العلم والنضال في مناحي الحياة كافة العلمية،الثقافية،الاخلاقية،السياسية،ولكل دوره قدرته.

 نتحدث هنا،عن وطن نحبه ويحبنا،صغير المساحة لكنه ينوء بتاريخ حافل،وفي ذاكرته العميقةحضارات عريقة.ميزته ان سكانه اسرة واحدة.شبكة مترابطة متشابكة،حتى لو اجتمع خمسة على طاولة صدفة،لاكتشفوا انهم ذوي قربى او تجمعهم مصاهرة.سؤال لا بد منه :ـ لماذا نشقى فيه،ويسعى شبابه للهجرة،ويعيش اهله كما قال احدهم بطابقين :ـ قلة في العلالي ومسحوقة في التسوية.

 نخبة العلوي،تمسك بالدفة منذ ان تفتحت عيوننا على الدنيا.هي لا تجوع ولا تعرى،لا تموت ولا تحيا، لا تظمأ ولا تضحى .يجري تدويرها حسب الطقس المحلي او الاقليمي،صالحة لكل الازمنة،لا تصدأ ولا تبلى،ولا تنتهي صلاحيتها، كأن الله لم يخلق مثلها. وما زالت صامدة،رغم انها افقرتنا، حتى لم يبق منا الا هياكل عظيمة،كأننا خارجون من مقبرة.الاغلبية تعاني من سكري،ضغط شرياني،قلق،توتر،كآبة.

مشكلتنا تلاشي رجال الدولة العتاولة ذوي الهيبة واهل القدوة.غياب الكبار ادى الى تعملق الصغار.خلال الازمة الراهنة، الناس مشدودة الاعصاب وفي شِدة،لم نرَ شخصية وازنة تتكلم عما يدور لامتصاص الصدمة او تخفيفها.بهذا اصبحت السياسة، ردود افعال لا مبادرة ولا مُبادءه.لم تسبق حدثاً بل تُطارده بعد استفحاله،ما خلق حالة ذعر عند العامة،ومبررات هروب من المواجهة عند النخبة، وفقدان شجاعة تحمل المسؤولية.ما فسح المجال للشائعات فيما غول الفساد يلتهم ما في طريقه.بذلك اصبحت النخبة برأي الكثرة الكاثرة ” ثمرة مُرة “،غير صالحة للاكل ولا للزراعة، مُعوقة لا رافعة.خطورتها تمثلت بتحويل المجتمع بطرق شتى،الى كتلة رخوة،تُشكلها كما يفعل الخزاف بقطعة فخار،دون حساب،لردة افعال الناس،في ظل اعلام خائب،برلمان لا يملك امره، ومجلس اعيان يبحث اعضاؤه عن ـ مسك الختام ـ.ما يؤكد هذه الحقائق، ان الترند المتداول اردنياً :ـ البرلمان الحكومة،الاعيان غير مرحب بهم في اي مكان.

لما سلف،عاش المواطنون شبه محرومين من المواطنة السياسية.فأنشات لهم وزارة التنمية السياسية،كأنهم تحت التأسيس او بحاجة للتأهيل،فيما الواقع انهم اكثر شعوب الارض ثقافة وتعاطياً بالسياسية،لكن النخبة شيطنت المعارضة،طاردت الاحزاب،وفرضت الاحكام العرفية على العامة.

فانبرت قلة شجاعة واعية مُسيسة، تطالب بحق شعبها بالمواطنة الكاملة سياسياً، وقف احتكار الاستثمار والوظائف العليا والاستثمارات على اولاد الذوات.اذاً لا استغراب ولا عجب، اننا نعيش ازمة وصلت للركب. اقتصاد ضعيف،واصلاح صوري،وما تحت الرماد يُنذرُ بمفآجات.الحل بمراجعة تشكيل الحكومات،انتخاب النواب بنزاهة،اختيار الاعيان حسب الاحقية والتاريخ الوطني، ومن ثم مكاشفة الناس بصراحة بما يدور خلف الكواليس،ومُساءلة من اساء الامانة باثر رجعي.اي تغيير سياسات لا تدوير شخصيات مستهلكة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى