.تعبئة..تكسير..اعتذار

[review]
 

 

خاص بخبرني

 

مقالات ذات صلة

ان سلوكنا في تشجيع كرة القدم ، لا يختلف كثيراً عن أسلوبنا في التشجيع السياسي، عنه في طريقة الخطاب الإعلامي الرسمي، عنه في تشغيل ماكنة الانتماء التي لا تعمل وحيدة ولا تبدو جلية قبل ان تخلق لها ضحية مقابلة.

ما جرى لوكالة الأنباء الفرنسية قبل أيام..لا يختلف في الصورة وطريقة التعامل عن الهجوم الذي شنّ على شباب 24 آذار قبل ثلاثة شهور؛ تعبئة حقيقية من قبل وسائل الإعلام تعزف على العاطفة، وحشو العقل، وفوران الدم، والتحريض المبطّن.. يلتقطها مستقبل "خطأ"..فيقوم بالتكسير والعنف ضد (الاخر) ليثبت وطنيته..بعدها تقوم الحكومة بالاعتذار عما جرى..مستهجنة هذا التصرّف ومؤكّدة انه"عادة غريبة على مجتمعنا"..مع انها – أقصد الحكومة وأجهزتها – هي من "لف مفتاح التعبئة حتى امتلأ" ثم أفلتته ليقوم بما تتمناه..

من قرأ افتتاحيات الصحف اليومية وتابع المواقع الاليكترونية واستمع جيّداً للإذاعات الرسمية و"الرسمية ونص" لحمد الله ان ما جرى لمكاتب الوكالة الفرنسية مجرد تكسير وعبث وتهويش وحسب…فقد كنت اتوقع من لهجة إعلامنا ان تنسف كل المكاتب عن بكرة أبيها على طريقة معسكرات الاستعمار، والسفارات المعادية، فقط لمجرد خطأ ورد في نقل خبر أو في تصريح "المصدر"..

العمل الصحفي غير منزّه عن الوقوع في التضليل أو الخطأ في التوصيف أحياناً ،فهل يكون الردّ بهذه "القنوة" أقصد بهذه القسوة والتكفير و الهجوم الشرس؟..

حتى نحن الكتّاب ..صرنا نخاف أن نكتب أو ننتقد او نصارح او نضع ايدينا على الخلل..فكل رأس مالها ان يضعوا اغنيتين حماسيتين لعمر العبد اللات وسيطيح المنفعلون برأس القائل او الكاتب أو يخرجوه من الملّة …يتبع العاصفة زيارة أو مكالمة اعتذارية ناعمة لا تسمن ولا تغني من جوع للمجني عليه..

بصراحة : لن نصبح دولة إصلاحية حقيقية ..ما دمنا نعتقد ان "الردع والتفنيع" هو البديل الوحيد عن "الردّ والتفنيد"..

www.sawaleif.com

ahmedalzoubi@hotmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى