ماذا حدث بالقاهرة سنة 88…الجزء الثاني

ماذا حدث بــ #القاهرة سنة 88…الجزء الثاني

فراس الور


في اليوم التالي…
نظر المقدم احمد عبدالسلام الى التقرير الذي بين يديه عن حادثة الطريق الزراعي بتعجب، فكان تقرير زميله المقدم فتحي عبدالتواب من وردية الليلة بالأمس يشير الى ان عربية بوكس للبوليص في الزراعي وجدت شخصا فاقد لإتزانه النفسي يجري بين السيارات و يصرخ بجنون على مسافة تقريبا ساعة قيادة من القاهرة و حيث كان متجها الى الساحل الشمالي، و حينما حاولوا سؤاله عن ماذا جرى كان يردد عبارات غير مفهومة مثل “كانت في السيارة في الخلف، فكيف اصبحت بجانبي” و “كانت جنية مش انسية!”، كان مصاب بحالة هلع مصحوبة بهلوسه مما جعل التفاهم معه امر صعب للغاية، مما اضطر رجال الأمن الى اصطحابه الى مديرية امن الإسكندرية ليحاولوا معرفة ما حدث معه، و لكن تفاجئ زميله بأن التفاهم معه كان امر صعب للغاية حيث لم يكن كلامه منضبطا و يُفْهَمْ منه شيئا، فتم تدوين ملابسات الحادث كما هي بالمحضر و تحويل مراد مهران الى لجنة للطب النفسي في مستشفى العباسية للصحة النفسية ليجروا له عدة فحوصات من بينها فحص للدم للتأكذ من خلو جسمه من اية مواد مخدرة و فحص لطب النفس للتأكد من طبيعة مرضه النفسي، و تم اخطار صاحب العربية التي كان يقودها و تسليمه شنطة فيها صيغة ذهب بحسب ما ذُكِرَ بالمحضر، اما باقي مقتنياته فكانت مازالت بمديرية امن الإسكندرية حيث تم ابلاغ زوجته لتأتي لإستلام باقي المقتنيات الشخصية التي كانت بحوزته…و ذكر المحضر ان العربية التي كان مراد يقودها بقية رهن الحجز الي حين الإنتهاء من التحقيق بالكامل….فراس الور

فكر احمد في ذاته و و قال “أو تأيدها ضد مجهول…” فالجاني هو جُنِيًه بحسب ما كان مراد يدعي، فكيف سيتم البحث عن جنية و القبض عليها، تعامل احمد مع العديد من القضايا التي كانت تشبه قضية مراد في خلال مسيرة عمله الطويلة بمديرية الإسكندرية، و قبلا بالقاهرة، ليتضح انها اما بفعل فاعل او ان اصحاب البلاغ كانوا تحت تأثير المخدرات مثل الحشيش و الكوكايين، فمن مُدًعيينْ ان هنالك فلل مسكونة و شهود عيان يقولون انهم شاهدوا امورا خارقة للطبيعة تحدث بمساكن مجاورة الى قضايا اضطر تحويل اصحابها الى الطب النفسي تعددت هذه القضايا ليصل الى يقين ان الجن غير موجود و انه فقط شيئ من ابتداع من يريدون الترفيه و التسلية، ففي احدا القضايا بَلًغَ احد جيران فيلا مهجورة بالإسكندرية مركزهم بأنهم في منتصف كل ليلة يسمعون اصوات تشبه اصوات تَكَسُرْ الزجاج و اصوات اثاث يتحرك بصورة عشوائية، كان البلاغ اثناء ورديته و كانت الساعة الواحدة ليلا، تحرك بسيارته مع قوة نحو عنوان العقار ليستوضح الأمر فتبين انه جزء من تركة لثري من اثرياء مصر و كانت ضمن ارث متنازع عليه بين اربعة من ابناءه، و كان العقار مهجور لحين الإنتهاء من القضايا التي تفصل بأمره و التي رفعها ثلاثة من الورثة على بعض حيث كان يطلب كل واحد منهم بأن يكون ضمن حصته نظرا لقيمته العمرانية الكبيرة، كان يذكر جيدا ما جرى في تلك اليلة، فوصل حينها بعد ربع ساعة من القيادة مع قوةٍ داهمت العقار فور وصولها له ليتبين انه فارغ تماما، كان مجرد جدران و نجف للإنراة بالسقف، فحتى المداهمة نفذوها باستخدام المصابيح اليدوية حيث كانت الكهرباء مقطوعة عنه، لم يجدوا زجاج مكسور على الأرض كما في البلاغ او حتى اثاث قديم، شعر بالغضب الشديد بعد المداهمة و زار صاحب البلاغ الذي اكد له انه كان يسمع اصوات مريبه قادمه منه،

مقالات ذات صلة

بقية قضية الفيلا شغله الشاغل لشهر كامل، فكان مقتنع ان هنالك امر مريب بشأنها من فعل فاعل، فارسل عدد من المخبرين ليتقسوا ما يعرفوه سكان الحي و المجاورين للعقار ليتبين ان سمعته سيئة جدا بين الناس حيث كانوا يقولون انه مسكون بالجن و العفاريت، و رغم هذا الامر راقبه لمدة شهر ليحاول ايجاد حل منطقي للبلاغ الذي قدمه جيران العقار، فتبين في ليلة من الليالي ان احدهم زاره، ركن الزائر سيارته على مسافة منه و سار نحوه سيرا على الاقدام، و تبين بالمراقبة ان في داخله مستودع خفي لم يكونوا بالصورة عنه حين مداهمته، و افادوا المخبرين ان الرجل دخل مستخدما مصباح يدوي و اخرج اثاث من مستودع بالطابق العلوي و بعض من القطع الزجاجية و ابتدأ بتحطيمها و بتحريك الأثاث بصورة عشوائية محدثاً ضجيج مرتفع، فامتلأ الحي بالضجيج المريب، و بعد ساعة من هذه الأصوات سكنت الفيلا و غادرها الرجل بكل هدوء وسط الظلام الدامس، كتب المخبرين تقاريرهم و اعطوها لأحمد الذي بدوره فتح تحقيق بالأدلة الجديدة، و بعد استجواب الورثة جميعها اعترف احدهم بأنه كان يفتعل هذا الضجيج بالليل ليبدو العقار للجيران و لسكان الحي بأنه مسكون، فبذلك كان يأمل بإقناع اشقائه بالإستغناء عنه ليكبته بإسمه،

بضعة دقات على باب مكتبه قطعت حبل افكاره عن قضية مراد مهران، فقال بصوت عالٍ “ادخل،”
دخل عليه الرقيب فتحي ياسين و بيده صينية عليها فنجان قهوة و بعض من الصحف اليومية، كان فتحي رجل كبير بالسن ذو بشرة سمراء و رأس اصلع مستدير و اطلالة ودودة، و كان قصير القامة بدين ذو كرش بعكس قوام الضباط بالمديرية الذين امتازوا باللياقة و الرشاقة البدنية، قال مرحبا بابتسامة جميلة “صباح الخير يا باشا،”
اجابه احمد بابتسامة “صباح النور يا فتحي…”
وضع فتحي فنجان القهوة على مكتبه مع ثلاثة صحف قائلا “الأهرام و الأخبار و الجمهورية يا باشا!”
“شكرا لك يا فتحي، ما هي اخبارك؟”
اجاب مستغربا من سؤال المقدم احمد “الحمدالله يا باشا، هل هنالك امر ما؟”
“لا، كل شيئ على ما يرام، فقط احببت ان أسأل،”
“وقف فتحي وقفت انتباه امام مسؤله و اجاب “هذه اول مرة تسألني هذا السؤال منذ توليك منصبك هنا…”
“يا فتحي ربما الشغل ثقيل علي في بعض الأحيان، هذا كل شيئ،”
وضع رجلا فوق رجل و ارتاح الى الوراء بالكرسي المتحرك خلف مكتبه، اخذ علبة الكليوبترا من جيب قميصه و اشعل سيجارة، اخذ رشفة عميقة منها و كأنه كان يسحب منها طاقة كان يحتاجها للتفكير العميق و وجدها بلفافة التبغ الصغيرة التي بين اصابعه، نفخ الدخان بالأجواء من حوله فانتشر فوق مكتبه و امتزجت رائحة الدخان مع القهوة في المكتب فتوجه فتحي الى نافذة بالقرب منهما و فتحها،
سأل فتحي “هل تؤمن بالجن و العفاريت؟”
استدار فجأة مرعوبا من السؤال و نظر اليه مجيباً “اعوذوا بالله من الشيطان الرجيم، جن و عفاريت؟ جاء ذكرهم بالقرأن الكريم، بسم الله الرحمن الرحيم و ما خلقنا الجن و الإنس الا ليعبدون صدق الله العظيم،”
اجاب احمد و قال “انا لا أؤمن بهم اطلاقا، و لكن من حين لآخر تأتينا بلاغات عن عقارات مسكونه”،
“يا باشا، انا أؤمن انهم موجودين، شقيقي سكن بعقار مسكون مرة من المرات مع زوجته و اولاده في امس ليس ببعيد، و من كثرة الأمور المريبه التي حدثت معهم استعان بشيخ جليل مكشوف عنه الحجاب و يعلم ما لا يعلمه اي إمرءٍ عن هذا العالم، فصنع له حجابا ليفك عنه السحر، و بعد ان نفذ تعليمات الشيخ ذهبوا الاسياد بعيدا عن العقار،”
ضحك و قال “ربما كان شقيقك يشاهد افلام رعب كثيرة، و قد استغل هذا الشيخ ضعفه و خوفه من هذا العالم و اوهمه ان هذا الحجاب هو الحل، كم اخذ منه ثمن لاتعابه؟”
“نحن قوم من البسطاء لم يكمل اي منا الثانوية، و لكن سالنا كثيرا اهل السيدة زينب عن هذا الشيخ، قالوا انه مبروك و تخاف منه الاسياد لأن خدامه من الجن كثيرون، عموما اخذ منا الف جنيه، “
“ألف جنيه، ليست نقودا كثيرة انما جيب شقيقك كانت احق من هذا الشيخ بهذا المبلغ،”
“أكيد يا باشا نصيحتك هي الصحيحة، لن نكون افهم من بشوات الأمن في بلادنا،”
قال و التساؤل يملأ وجهه “ما اسم هذا الشيخ، سأرسل احد عناصرنا للتحري عنه فقد يكون من الدجالين الذين يأذون البشر لأجل مصالحهم؟”
“سأسال شقيقي…”اخرج هاتف خلوي و ابتدأ بطلب رقم فقاطعه بسرعة قائلا “لا تقل له ان الباشا يسألني، فقد يخاف شقيقك و قد لا يجيب،”
“حاضر يا باشا،” وضع الهاتف على اذنه و انتطر لدقيقة فلم يجيب، “شقيقي قد يكون منهمكا بعمله فلذلك لا يستطيع الإجابة”
“لا عليك، حينما يجيبك اعطيني اسمه، “
اجاب باحترام صوت و عالٍ “تحت امرك يا باشا،”
“تفضل”
خرج فتحي مع صينيته، فأخذ احمد رشفة من فنجان القهوة و تفقد مغلف كان مرفق مع تقرير زميله و محضر القضية، اخرج منه عبوة فيلم لكاميرا تصوير، نظر اليه باستغراب فلأول مرة كان يستلم من زميله غرض كهذا، تفقد المغلف جيدا فسقطت منه ورقة صغيرة مثنية، ففردها و قرأ المكتوب عليها، “اطلب من زملائنا بقسم المعمل الجنائي تحميض هذا الفيلم، فعليه صور التقطت لاثار مريبة بجانب سيارة مراد مهران، تفقد فيلم الكاميرا جيدا فكان من نوع كوداك بِسِعَةْ 36 صورة، و فكر في ذاته “ماهذه الصور المريبه يا ترى؟” أخذ آخر رشفتين في فنجان القهوة ثم أخذ رشفتين من السيجارة و أطفأها في المرمدة على مكتبه، خرج مسرعا و قال لفتحي و هو يغلق الباب وارئه “اذا سأل عني احد قل له بأنه خارج المديرية و سيعود بعد ساعة،”
اجاب فتحي “تمام يا فندم…”
كان احمد رجل طويل القامة مفتول العضلات و في ريعان شباب و حياة مهنية تبشر بالخير، وكان وسيم الطلة اسمر البشرة ذو شعر اسود و عينين عسليتين و وجه ودود لا يخبر الناظر اليه بأنه ضابط في الشرطة اطلاقا، بل كان يتمتع بشخصية مرحة و ثقافة عالية جعلته من المحببين لمدراءه و زملائه بالمهنة، و لكن على صعيد آخر كان يُعْرَفْ بالمديرية بأنه الضابط ذو العزم الحديدي اذ لا تستغرق اكبر قضية بين يديه عدة ايام و تُحَلْ و تكتمل اوراقها ليحولها بعد ذلك الى مكتب النائب العام لينظر بأمرها او لتتحول للمحكمة، لذلك كان مكتبه دائما يفيض بالملفات و القضايا الصعبة، فكان من قسم مكافحة الإتجار بالممنوع و المخدرات و قضايا تتطلب بصيرة مهنية عالية، امسك الفيلم و هو ينزل على الأدراج من الطابق الأول باتجاه مخرج المديرية، فكان لا بد من اعطاء زملائه بالجنائية الفيلم بنفسه ليتأكد من محتواه، فحتما لولا راى زميله امر مريبا بجانب سيارة مراد لما صور له هذه الصور، يا ترى ماذا يجري؟

توجه نحو سيارته التي كانت متوقفة على مسافة قريبة من المدخل، كانت شمس الصباح ساطعة و قوية لدرجة ان اشعتها منعته من النظر الى الأعلى في بادئ الأمر، و لكن بصره تكيف مع نور النهار رويدا رويدا و هو يسير بين السيارات بالمصف امام المديرية، كان الجو حارا و خانقا و رطبا كالعادة فالبحر لم يكن على مسافة بعيدة عنهم، فمرتفع شمال افريقيا الذي كان يسيطر على المنطقة كان في اوجه و كان يسبب الحر الشديد، وصل الى سيارته التي كانت متوقفة تحت اشعة الشمس مباشرة، فلم يجد مصفاً بالظل لسوء حظه كالمعتاد، فتح الباب بمفتاحه، حاول الإمساك بمقبض الباب ولكن شعر بالحم يحرق يده، صرخ من الألم قليلا و ابعد يده بسرعة، نظر اليها فكانت اصابعه حمراء قليلا، اخرج بعضا من المحارم من جيبه و امسك مقبض الباب بها و فتح الباب، صعد الى السيارة و لكن سمع شخص يناديه من بعيد، “احمد باشا! احمد باشا!”
خرج من السيارة و التفت حوله، فجأة راى زميله عبدالعزيز سويفي على مسافة منه يسير بسرعة تجاهه و يؤشر له بالهواء بيديه “اين انت يا رجل؟!”
غمرته فرحة عارمة و اسرع نحوه و عانقه بحرارة مرحبا “الرائد عبدالعزيز، افتقدت لك جدا!”
“يا سيدي انت الذي ثَقًلْتَ علينا فجأة،” نظر الى الزي العسكري الأسود الذي كان يرتديه احمد برهبة و رتبة المقدم الذهبية التي تلمع تحت اشعة الشمس و قال معايرا “اخفف من وزنك علينا قليلا، نحن مازلنا سنافر…ترفيعات و رتب عالية الشأن و مركز و قامة و قيمة و قسم مباحث الإتجار بالممنوع…ما كل هذه الترتيبات المستجده!”
“عين الحسود فيها عود!…قول الله اكبر يا اخي، لو تبدل حظي اليوم من وراء كلامك سيكون اسمك ابو عين فارغة طوال حياتي…”
ضحك عبدالعزيز بصوت عالٍ و قال “هون عليك، كنت امازحك قليلا، منذ زمن لم تقم بزيارتي في البيت انت و رانيا، اشتقت لكي اغلبك بلعبة الطاولة…”
“ياه، ذاكرتك ممتازه، مازلت تتذكر جولاتنا على الطاولة، و لكن لا لا لا فشر…لن اقبل، انت خسرت بأخر مرة، و كان فوزا ساحقا عليك، ثلاث جولات كُنْتَ فيهم خاسر بائس يا عبدالعزيز…”
“طيب يا سيادة المقدم، ستكون مجرد جندي وراء الطاولة الليلة، الليلة مباراة رد الإعتبار، قد عدت الى الإسكندرية، هيا لو كنت باسل بأرض المعركة تعال انت و رانيا و نازلني، سأذلك امام زوجتك…”
“طيب، سنرى، قل لإلهام زوجتك ان تحضر العشاء، لانك ستخسر و سنتعشى انا و رانيا عندك بالمنزل يا بخيل…لأنك ستخسر و اياك ان تحسب علينا عدد ارغفة العيش يا بخيل…”
صرخ على مسمع اثنين من الضباط و هما يسيران تجاه المديرية في مصف السيارات “يا محمد باشا! يا طارق باشا!” التفتا لينظرا الى مصدر الصوت،
فأكمل صارخا بإستهزاء “هذا الرجل حين نتعشا عنده يعد علينا ارغفة العيش، اثنين لي و اثنين لزوجتي!”
ضحكا الضابطين و اكملا مسيرهما ليتوعد عبدالعزيز احمد “فضحتني، طيب يا احمد…سأرد عليك بالقريب العاجل..”
ضحكا الرجلين ضحكات طويلة من صميم قلبيهما فلم يشعرا بهذه السعادة منذ فترة طويلة، سأل احمد “في اي قسم تم تعينك بالإسكندرية، ففي آخر مرة قلت لي انك طلبت نقلك من مديرية امن الأقصر لأنك لا تشعر بالإرتياح اطلاقا بالعمل،”
“الآداب ليست لعبتي، القبض على العاهرات و استجواب قوادين و القبض على كل واحد يقبل امرأة بسيارة باماكن منزوية…قرفت من ما كنت اراه، نا الآن اعمل بمهنتي الاساسية التي احب، بالمعامل الجنائية بالإسكندرية و قريب من مسقط رأسي…”
ارتسمت عليه ملامح الإرتياح و قال “وفقك الله يا عبدالعزيز، بالرغم من بخلك الا انك ابن حلال و تستحق كل خير، كنت في طريقي لاقابل العقيد مندور الصياد مدير قسمكم…”
“نقلوه الى القاهرة، و عينوا مكانه المقدم يونس الصاوي،”
“انا لم اقابله من قبل، و بما انك هنا ستوفر علي الذهاب الى مكاتبكم، اذا سأطلب منك ان تقوم بتحميض هذا الفيلم لقسمنا…”
“أمرك احمد باشا، في الغد سيكون جاهز، على فكرة انا من اقوم بعملية تحميض الأفلام شخصيا بالجنائية بجانب عملي الميداني في اماكن الجرائم، “
“اذكر تماما منذ ايام المدرسة، كنت احسن من يقوم بتصوير الرحلات المدرسية، ارجوك باشر بتحميضه فور عودتك الى المكتب و ارسله لي بالبريد، الفيلم يخص قضية اعمل عليها،”
“تحت امرك،”
“في الغد سأزورك انا و رانيا…”
“الليلة انا و الهام بإنتطارك…منذ زمن لم نلتقي فلا ترفض دعوتي،”
“قبلتها يا سيدي، شكرا على العزومه…”
تعانقا الرجلان ثم عاد احمد الى المديرية ليبتعد عبدالغزيز و يتجه الى سيارته، سُرً احمد من الصدفة التي جمعته بزميله الذي لم يراه منذ مدة، فتم تعينه منذ سنتين بالأقصر لينتقل هو و زوجته الى هنالك و يبتعدا عن الإسكندرية، كم كان يشتاق له و لكن الآن سيستعيدا كل الأوقات الطيبة ما بعد…فجأة و قبل ان يصل الى مدخل المديرية انقبض قلبه، شعر بعدم ارتياح ، تملكه شعور غريب بأن هنالك امر ما سيئ سيحصل، و ابتدأ شعور اقوى يتملكه و كأن احدهم يراقبه، لم ينقبض قلبه بهذا الشكل اطلاقا حتى في احلك اوقات دوامه كضابط للأمن، التفت يمنتاً و يسارا فلم يرى الا ضباطٍ و المراجعون بزيهم المدني يهمون بالدخول و الخروج من المديرية، نظر الى اعلى بإتجاه سطح المدرية فلم يرى شيئا، فسرعان ما جعلته شمس الصباح من قوتها ينظر الى الاسفل…سمى بإسم الله و دخل الى المديرية و لكن كان على يقين بأن الأمور لم تكن على ما يرام…يتبع

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى