واشنطن تتخلى .. قلق ومصير مجهول لمنطقة خفض التصعيد في جنوب سوريا

سواليف – رصد

أبلغت واشنطن فصائل المعارضة السورية الرئيسية ضرورة ألا تتوقع حصولها على دعم عسكري لمساعدتها على التصدي لهجوم ضخم يشنه الجيش السوري لاستعادة مناطق تسيطر عليها المعارضة جنوبي سوريا والمناطق المجاورة للأردن ومرتفعات الجولان السورية المحتلة.

وأوردت نسخة من رسالة بعثت بها واشنطن إلى قادة جماعات الجيش السوري الحر واطلعت رويترز عليها، أن الحكومة الأمريكية تريد توضيح “ضرورة ألا تبنوا قرارتكم على افتراض أو توقع قيامنا بتدخل عسكري”.

وقالت الرسالة الأمريكية لمقاتلي المعارضة أيضا إن الأمر يعود إليهم فقط في اتخاذ القرار السليم بشأن كيفية مواجهة الحملة العسكرية التي يشنها الجيش السوري بناء على ما يرون أنه الأفضل بالنسبة لهم ولشعبه
وبهذا القرار من واشنطن بات ملف “الجنوب السوري” فيما يشمل محافظتي درعا والقنيطرة، هو الملف الساخن في ساحة الميدان السورية، مع تمكن النظام وحليفه الروسية من فرط عقد دمشق كاملاً وفرض سيطرته على كامل العاصمة والريف وتهجير كل المعارضين للتسوية شمالاً، لتغدو مناطق الجنوب المحرر في مواجهة مباشرة مع تزايد مطامع الأسد في السيطرة.

ودخل الجنوب السوري منذ تموز 2017 في اتفاق لخفض التصعيد تشكل وقفاً لإطلاق النار في سياق مباحثات أستانة، تقرر في اجتماع جمع “الأردن وروسيا وأمريكا” في العاصمة الأردنية عمان، ومنذ ذلك الحين يحاول النظام التحرش بين الجين والأخر بالمنطقة مع تهديد ووعيد مستمر.

ومع تفرد النظام لملف الجنوب السوري بعد حل قضية إدلب بتمكين اتفاق خفض التصعيد فيها وتثبيت جل النقاط المتفق عليها بين “روسيا وإيران وتركيا” والتي بلغت 29 نقطة، بدأ الحراك الدولي يتصاعد مع بدء تهديدات النظام بأخذ وضع التنفيذ وتعزيز الجبهات والتحشيدات في المنطقة.

تصريحات الدول اللاعبة في الملف تتصاعد يوماً بعد يوم بين تأكيد ونفي للتوصل لاتفاق في هذه المنطقة، بين من يؤكد الاتفاق على تثبيت وقف إطلاق النار ومن ينفي ويتحدث عن السماح بدخول النظام شريطة ألا تشارك إيران وميليشياتها بطلب إسرائيلي.

وبين شد وجذب والأنباء المتسارعة عن اجتماعات للدول الفاعلة عقدت بهذا الشأن أو ستعقد قريباً، يغيب عن واجهة الأحداث أي تصريحات لفصائل الجنوب أو ممثليهم في المنصات السياسية مع تلميحات لبعض هذه الشخصيات بان ماينتظر الجنوب ليس بالمستحب.

وبين صمت المعارضة وتصاعد التصريحات والتهديدات والتفاهمات لتحديد مصير أرض كانت منها بداية الثورة العارمة في سوريا منذ سبع سنوات ضد النظام، يعيش جل المدنيين في تلك المناطق المحرر حالة من الترقب بحذر للمصير الذي ينتظرهم بعد أن بات قرار تهجيرهم أو عدمه ملفاً للتفاهم فيه في الجلسات الخارجية دون أن يكون لهم أو لفصائل المعارضة التي رهنت قراراها للخارج أي رأي فيه.

وكالات

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى