بأية حال عدت يا عيد ؟ماجدة بني هاني

انتهى الشهر الفضيل ، وطارت العصافير بأرزاقها ، واشتغل العباد كل بجده ، وقيامه وصيامه ،وفيض قرآنه ، واشتعلت الأنفاس العطاش بالابتهال والدعاء والرجاء ، لكل مطلوبه ، وأحلاما خجلى لا يحسن أن تبث إلا لخالقها ،ذي الرحمة المجيب الدعاء . وأتى عيد جديد ،جديد في زمنه ، عتيق في عبقه ،ملون بالخضاب ، معطر بسحر الغادين . غدا سنجلس أمام الشاشة ، نستطلع هيئة المفتي البهية ، وهو يعلن العيد ، وكأنه يقدمه لنا على طبق من ذهب ، نعلم سلفا ما سيقول ،لكن نريد الحدث كاملا ، والفرحة تامة غير منقوصة ، ثم تبدأ الأهازيج: ياليلة العيد آنستينا ،وجددتي الأمل فينا …. تتراقص القلوب طربا ، ويتنهد العباد في استراحة خجولة ، من الجوع والعطش استراحة رائعة في واحة الله الظليلة ،في متعة الطاعة الآلهية ، وأمل الولوج من باب الصائمين ….الريان . وفي ظل الفرح ، تتسلل دمعات تجول في الأجفان ، وتتفجر غصة عميقة اعتادت ان يكون لها مكان عند نبأ العيد ،وتشرأب ذكرى من بين اللحظات ،وأزوال غوال تسبح أطيافهم في ظلال الجلال والبهاء. فثمة أحباب صنعوا لنا فرح العيد ،وقولبوها كقطع الحلوى ،ثم غابوا وغابت معهم كثير من البشائر ،وثمة صورة تسطر جزءا من نظرتي للعيد،، صورة ليدين ناعمتين ، تنساب منهما شلالات من فرح ، وهي تعد الحلوى،القروية البسيطة ، ونحن أطفال نستلذ بالمشهد ونعبث بالطحين ،والعجين ، لا نكف عن العبث ولا تكف عن المسامحة :لا تزعلوا بعض في العيد ، حرام الزعل …. كم كانت رائعة كلماتها ! وكم كنا ساذجين ،أبرياء !! للآن نحرم الزعل في العيد . تنتهي ليلة الحلوى،بحمام ،يليه طقس أظنه كانت تفرد به ،قبل النوم وبعد وضع ملابس العيد عند الوسادة، تضع في يدينا شيئا من الحناء ،وتربط عليهما للصباح ….. حتى إذا ما صحونا وقد عبقت الأجواء تكبيرات العيد ،وجدنا أيدينا ملونة جميلة ،فنعتقد أنه لون العيد … ولا أدري لماذا يا أبنائي لا تغرينكم مثل هذه الطقوس ، ولاتحفلون بالحناء،،ولا تكترثون بشئ ،ولا تختلف عندكم الأيام عن بعضها ،ألهذا الحد كبرتم قبل الأوان ؟! وترى ما مقدار مسؤوليتنا عن انعدام إحساسكم بطعم الحلوى ،وقيمة الألوان ، فنحن وإن كبرنا ما زلنا أطفالا وسنبقى أمام ذكرياتنا مجرد أطفال .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. باي حال يا عيد تأتي والأحباب فارقوا
    أرجوك يا عيد لا تمر على الديار ونحن الفرح غاب بغيابهم

  2. عاد العيد ولا يحمل معه سوى الذكرى منذ سنوات بالنسبة لي لم اذق طعم العيد ولا ارى الا الوانه الباهته وكأن عليها من عبق الماضي ما يعكر لونها
    وكيف لي ان ابتهج بالعيد ولست في الديار ولا بين الاهل والأحباب ..يؤسفني ان حلوى العيد فقدت طعمها السابق، أشعر بمراره عند تذوقها ! حتى ثياب العيد لم اعد اتلهف لشرائها…ولماذا سأرتديها ان كنت فقدت من سيقول انها جميله علي..
    لن اخف عليك حقدت على العيد،الا يرى ما نحن فيه ! كيف يعود كل مره ليفتح باب الذكرى التي لم ننسها اصلاً!
    كل عام وأنت بخير معلمتي الغاليه..اعاده الله عليك باليمن والبركات💜

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى