حكومة الساموراي!!! / د . ناصر نايف البزور

حكومة الساموراي!!!

قد يعرف الكثير من أبناء شعبنا الكثير الكثير عن الساموراي فلسفةً، و تاريخاً و ثقافةً و سلوكاً و ذلك لكثرة الأفلام المتعلّقة بهؤلاء المحاربين و التي عُرِضت على الشاشات العربية و العالمية؛ و قد يكون المسلسل “ساسوكي” أحد بواكيرها في تقديم النينجا و الساموراي و غيرهم…. فهل ما زلتم تذكرون ساسوكي و جامبو…. ما أحوجنا لهم لخلِّ مشاكلنا… 🙂
و لعلّ أشهر تلك الأفلام هو الفلم الرائع “The Last Samurai” و الذي قام بدور بطولته النجم “توم كروز” و الذي جعلنا نعيش حياة الساموراي المشوّقة لروعة أدائه تماماً كتشويق بعض الأدوار المذهلة في الأفلام العربية: “بتحبّني يا حمد… ايه بحبّتش يا جواهر”!!!
و للعلم فإنّ عائدات فلم “آخر ساموراي” تعادل ميزانية بعض الدول بالرغم أنّ انتاجه استغرق سنتين فيما مضىت من السنين عشرين و ما زال الباص السريع قيد الإنشاء… 🙁 ما علينا… حطّوا بالخرج…
و الساموراي محاربون أولو بأسٍ شديد و قد تطوّروا حتّى باتوا يُشكّلون طبقة عسكرية و اجتماعية قويّة و نبيلة… و هم مُحترفون و مخلصون و متفانون في خدمة سيّدهم و حماية بلادهم… لذلك فإنّ شرف مهمّتهم يقتضي أن ينتحر الواحد منهم إذا فشل في تأدية مهمّته “الموكولة” إليه على أكمل وجه… 🙁
و تكون طقوس الانتحار مهيبة و جليلة و تُسمّى هارا كيري “Harakiri”؛ حيث يخلع مقاتل الساموراي الفاشل دروعه و يقوم بارتداء ملابس بيضاء و يتم تقديم أطيب الطعام له قبل أن يقوم بالجلوس معتذراً و طعن نفسه و تقطيع أحشائه بنصل سيفٍ حاد… فالساموراي يعيش بشرف و يموت بشرف….حالهم كحال الكثير من الساسة العرب 🙁
و بمناسبة الحديث عن السياسة و نقاء الساسة و بعد زيارة حكومتنا الرشيدة لليابان لتعليم اليابانيين المتخلّفين بعض دروس الإدارة و الحوكمة الرشيدة ، نرجو أيضاً أن يكون الفريق الوزاري قد تعلّم شيئاً مفيداً من أبطال الساموراي هناك… و بما أنّ حكومتنا أخفقت في خدمة سيّدها و خدمة شعبها و فشلت فشلاً ذريعا في ترجمة أبجديات كتاب التكليف الملكي السامي و مع أنّ أعضائها ليسوا وسيمين ك “توم كروز”… فنرجو أن نراهم يخلعون دروع حصانتهم و يلبسون ملابسهم البيضاء الناصعة؛ و سنقدّم لهم أشهى المناسف البلدية… 🙂 و عندها لا نريد منهم أن يقتلوا أنفسهم لأنّ الإنتحار حرام… 🙂 بل نريد منهم أن يُغادروا مناصبهم بلا رجعة أو أنّ تتم محاسبتهم قضائياً لتقصيرهم البليغ… و عندها طبعاً لن يلبسوا الملابس البيضاء بل سيلبسون ثياباً و “أفرهولات” بألوان فاقعة أخرى… و قد يذهبون إلى بيوت خالاتهم في قفقفا أو أم اللولو… 🙂
و عندها قد يشدوا بعض الأردنيين ببعض الأهازيج و نقول:
هاراكيري… هاراكيري
يا حكومة… يالله طيري… 🙂
جنّنتونا… قرّفتونا…
ابن الوزير وزيري… 🙁
و الله أعلم و أحكم…

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى