نبراس على الطريق (3 ) / أمجد شطناوي

في مقالنا السابق تكلمنا عن مرحلة الدفاع والتأسيس الدولة وتناعمها مع الزمان وادواته في تلك المرحلة هنالك من اخذته الحماسة والقول اننا على حق للمطالبة بجهاد الطلب اي المبادرة بالهجوم ولكن النبي الملهم والقائد الحكيم والموحى اليه لم يجب دعواهم لأسباب كونية بحتة ، الوقت لم يحن بعد ، وأنك على حق لا يكفي لقتال الطلب . وهنا يتوجب الإشارة إلى ان الية اتخاذ القرار للأمر الغير منزل في دولة الاسلام الوليدة كان وفق مبدأ العقل الجمعي للنخب تارة واحيانا للعامة حسب ما يتطلبه الموقف والمقال لا يتسع لهذا التفصيل فمحله مكان آخر. المرحلة الثالثة بدأت بعد ان اكتملت مرحلة التأسيس من بناء مكونات الدولة من قوة وعتاد ضمن نسب حددها القرآن وبعد ان ترسخت مبادىء الإسلام في النفوس وجاء الأمر من السماء حيث قال سبحانه وتعالى :؛ { أُذن للذين يُقاتَلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير }. والآن سننقل لكم ما قاله السلف في تفسيرها:- ولأهل التفسير قولان في الذين عُنوا بالإذن لهم في القتال في هذه الآية ، فقال بعضهم: عني به: نبي الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، وجاء في هذا عن ابن عباس رضي الله عنهما، قوله: { أُذن للذين يُقاتَلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير } قال: يعني محمدًا صلى الله عليه وسلم وأصحابه، إذ أخرجوا من مكة إلى المدينة . وقال آخرون: بل عني بهذه الآية، قوم معيَّنون، كانوا قد خرجوا من دار الحرب، يريدون الهجرة، فمُنعوا من ذلك ، فعن مجاهد ، في قول الله سبحانه: { أُذن للذين يُقاتَلون بأنهم ظلموا } قال: أناس مؤمنون خرجوا مهاجرين من مكة إلى المدينة، فكانوا يمنعون، فأذن الله للمؤمنين بقتال الكفار، فقاتلوهم. ومؤدَّى القولين واحد، وهو الأذن بقتال الكفار، الصادِّين عن رسالة الإسلام وهديه . انتهى تفسير السلف . ونحن هنا نبدأ بما انتهى إليه التفسير وهو مؤدى القولين واحد وهو الإذن بقتال الكفار . وهنا لي استفسار وتعليق بنفس الوقت لماذا الان وليس قبل؟ نجتهد ونقول جهاد الطلب له وقت كما الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا ، ونسهب ونقول وقت الجهاد وهنا نقصد الطلب مشروع ضمن سنن كونية وضمن الأخذ بالأسباب ، ولنا في سيرة الرسول وما جاء بالقرآن هدى ونبراس يضيء الطريق حيث النسب المرجحة للنصر مع الصبر فلو لم يكن كذلك لرفع من رفع في جهاد الطلب قطعة خشب في وجه دبابة او طائرة او صاروخ نووي ففي هذه الحالة سيكون الأمر لمن اختار هذا المسلك كما في الحالة الأولى وهو تدخل من قبل الله مباشر هذا طبعا إسقاط من اختار هذا المسلك وفي هذا إسقاط خاطىء على وضع مختلف ومغاير تماما ففي الحالة الأولى لم يكن هنالك دولة ولا قوة وفشلت أنواع الحجج والبرهان والكلمة الطيبة فأراد الطرف الآخر تكبرا وتجبرا استاصالهم فكان التدخل من قبل الله ، اما وان الطريق لم يغلق وهنالك نور في نهاية النفق وتحمل لوح خشب امام عدو يفوقك عددا وعدة وهم لم يبداوا بقتالك فانك انزلقت الى مربع عدوك الذي يريده هو وبذلك تكون سلكت طريقا ثالثا لم يسلكه أحد من الرسل وستتحمل تبعات ما سلكت ، وتذكر يا من ستختار هذا المسلك نوح عليه السلام 950 سنة لم يرفع السلاح وجاء بعد ذلك تدخل من الله. في هذه المرحلة حدثت غزوة البدر النسبة تقريبا 3:1 لصالح الكفار سيف مقابل سيف مع تفوق الكفار في العدة ومع ذلك حدث تدخل من الله للتثبيت غزوة أحد نسبة 3:1 لصالح الكفار خسر المسلمين بسبب كوني، وكذلك غزوة الخندق بنسبة تقريبا 3:1 وتم فيها استخدام أسلوب التخندق والدفاع وجاءت الرياح من عند الله للمساعدة وهنالك الكثير من الغزوات الاقل شانا وفي كل الحالات الأمر ضمن نسب محدده وليس شكا مفتوحا مع يقيننا ان الله قادر على إم ينصر نملة على فيل. هنا يجب الإشارة إلى نقطة مهمة واخذها بعين الاعتبار ان دولة الإسلام ضمن مبدأ توازن القوى في محيطها وليست بعد مهيأة لدولة عظمى مثل روما وفارس. رسالتي لمن رفع لوح خشب بوجه طائرة او دبابة او صاروخ طلبا وليس دفاعا نهج من إتبعت؟ في الختام نسطر ما يلي :- جهاد الطلب يلزمه دولة التمكين ومن يأمر به هو ولي أمر شرعي محاط بنخب تملك العقيدة والسياسة ثانيا :- الله سبحانه وتعالى وضع مقايس حيث قال لا يكلف الله نفسا إلى وسعها وحدد نسب لضمان النصر مع الصبر حيث قال:-( الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا ۚ فَإِن يَكُن مِّنكُم مِّائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ ۚ وَإِن يَكُن مِّنكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ ) . موعدنا معكم في نبراس (4 ) الى ذلك الوقت نستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى