المزايدة والمناقصة اسلوب الحوار الاردني المفضل

المزايدة والمناقصة اسلوب الحوار الاردني المفضل
د. عبدالله البركات
بالاضافة الى المجاقمة لاحظت من مجمل الحوارات والمناقشات التي تجري بين الاردنيين ان من اكثر الاساليب الحوارية شعبية هو اسلوب المزايدة. فاذا ما قال احدنا جملة او اتى بمعلومة او حتى ذكر طرفة فان الطرف الاخر يسارع بالمزايدة علية برفع الرقم او الكمية او الحجم او درجة اللون او الشدة او الحدة . وليس هذا هو السائد فقط , فهناك اسلوب ينطلق من نفس المبدأ وهو المناقصة. فحالما تذكر رقما تريد ان تظهر منه القلة يسارع المحاور بتنقيصه ما استطاع الى ذلك سبيلا.
خذ مثلا لو ان واحدا قال ان عدد اللاجئين السوريين في الاردن يتجاوز المليون فسرعان ما يرد عليك احدهم بالقول” قال بقول مليون. اي قول مليونين قول ثلاث”. واذا ما قلت ان سعر البندورة تضاعف مرتين منذ اول الموسم رد عليك بالقول” قال مرتين. اي قول خمسة ست مرات”. ويستشهد لك بسعر البندورة في الستينيات عندما كان الحمل من بندورة ارحابا بعشر قروش. والحمل يساوي 30 كيلو على الاقل. قال 30 كيلو قول اربعين قول خمسين. واذا ما قلت ان ثوب الشيخ محمود قصير شوي . قال لك ” قال بقول قصير شوي. انا شايف ركبته بعيوني هظول الي بده يوكلهن الدود.” واذا قلت ان عباءة المختار طويلة شوي قال لك ” قا شوي. مهيه بتجر من وراه. اني شايف العجة مقطبة وراه وهو طايح عالتربة يوم العيد”. واذا قلت ما شاء الله ابو سلطي عنده ثروة محترمة ودايماً بتبرع للمحتاجين. قال لك ” ثروة طايلة, طايلة, طايلة. شو بدريك انت .اموال ما بتوكلها النار.” واذا حدثته عن محسن انه ضعفان شوي, قال ” قال بقول لك ضعفان شوي . هو ظال له حال.”واذا ما لاحظت ان الطلاب لم يعودوا كما كانوا مجتهدين قال ” اي هو ظل طلاب مجتهدين. ما كلها صارت همل, بس شوفيني شوفي مقفاي شوفي حسني من رداي”. واذا ما قلت بعض بنات الجامعة قليلات حياء قال ” يازلمة انت وين عايش هو ظل حيا بالدنيا. خليها على الله”.واذا ما قلت الحجة فضية عمرها تجاوز الثمانين. قال ” قال ثمانين اذا ما عدت المية بكثير بكون ماني ابو زايد”.
هذا الاسلوب يطبعنا جميعا ولذلك تعمدت ان اقع فيه في عرضي للمشكلة لكي لا ابرئ نفسي منه. ما رأيكم دام فضلكم. وهل اشارت الدراسات اللغوية الى مثل هذه الظاهرة؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى