لستَ محور الكون

لستَ #محور #الكون / #كامل #النصيرات

لا أعلم للآن لماذا نحن العرب بالذات نغضب من الرأي الذي يخالف رأينا؟ لو جلستَ في أية جلسة وتكلّم كائناً من كان؛ إذا ما قلت وجهة نظر لا تشيد بوجهة نظر المتكلّم؛ فإن كرهاً سيولد بتلك اللحظة؛ وأن نميمة قادمة لا محالة تلعن سنسفيل المخالف..!.
لماذا يظنّ الواحد منّا أنه فطحل زمانه وأنه معصوم عن الخطأ وأن كلامه مقدّس.. بل إن هناك من يرى مخالفة الرأي إحراجاً للطرف الآخر.! ويراها تقف في وجه تضخّم الأنا التي يجب أن يتم التصفيق لها دائماً..!.
الضيق بالآخر والنفخ بالأنا أوصلنا إلى الإفتاء بكل شيء.. ولا أخصّص الإفتاء بالدين؛ بل هناك من يفتيك بالسياسة وهو لا يعلم دهاليزها؛ هناك من يفتيك بكيفية صنع المقلوبة التي على أصولها وهو لا يعلم عن المقادير.. هناك من يريد أن يفكّر عنك ولا يريدك أن تفكّر أبداً..! يريدك أن تمشي على قواعده التي لا يمشي عليها هو؛ لأنه بلحظة تجلّي تكلّم وإذا تكلّم فإنه من العيب مخالفة كلامه ونصائحه ووجهة نظره العمياء..!.
من يتقن صنع النكد الدائم لا يمكن أن يتقن استقبال الرأي الآخر.. الرأي الآخر ووجهة النظر المخالفة تحتاج إلى صدور لا تضيق وعقول مقتنعة أنّ الحياة ليست أنت فقط؛ وأنك لست محور الكون؛ وأن الألوان ليست لك وحدك؛ وأن الطعم يحدّده المتذوّق ولا يجوز أن تحدده أنت عنه..!.
عندما تشغّل حواسّك الستّ اعلم انك بدأت مشوار الإنسان..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى