.عيديات

[review]الثلاثاء 14-9-2010

في أول ستّ ساعات من العيد ،جمع أصغر أولادي 60 ديناراً "عيديات"، دون ان يسلّم على أحد أو يجامل أحد او يريق ماء وجهه كما كنا نفعل، على العكس تماما فقد أمضى نصف العيد عند درجة الباب "مطنفر" لا يقبل الدخول على الضيوف ..
لا أخفيكم أني شعرت بالغيرة والحسد والضغينة تجاه ما جمع ، وبين اللحظة والأخرى كنت أفكّر أن أمدّ يدي نحو جيبه "المعنبط" بالخمسات والعشرات وأختلسها على "وجه هالعيد"..ثم أخزي الشيطان وأتراجع عن تفكيري ووساوس المادة..
***
تسع سنوات خدمة في نقل علب "التوفي" والبرازق والغريّبة و الناشد والبقلاوة من "النملية " الى الأرحام في مواقعهن صبيحة العيد، وحصيلة ما جمعت في هذه السنين 16 ديناراً فقط لا غير "شاملات نقوط الطهور"..
في كل عيد ، وبعد تصفيات داخلية حول من سيبعث باكيت "البرازق"!! كنت أظفر بالمهمة راضياً بكل ما سأتعرّض له من مخاطر بين الحارات من "جهد بلا" زعران و"كبّابين شرّ" مقابل أن أحصل على عيدية 10قروش من أحدى القريبات، لا تعطيني إياها الاّ بعد وابل من الاهانات والبهادل والتجريح " يلعن أبو لحيتك"!.."هسع بطا على رقبتك اذا ما بتوخذ العيدية".."بدكيش توخذ يا مقلعط"؟!.."سبعك بهالسنان المقرعمة" الخ..وبعد ان "تمسح بي الأرض" تخرج من "جنادها" عشرة قروش ويدي اليمنى تحت ابطها ثم تقبلني "غفّ " وتقول سلم ع اهلك..
**
ذات عيد ،زارنا صديق والدي وكنا نعرفه بــ"الملكاوي" كان وقتها تاجراً مهمّاً في اربد، دخل أخي ابراهيم الى المضافة، ناداه صديق الوالد قال له "دقّ كفّك" .. سلّم ابراهيم بشجاعة على الرجل فظفر بخمسة دنانير كاملة..كنت اراقب المشهد من شباك المضافة، جنّ جنوني ..جلست تحت المغسلة اندب حظي العاثر والعن خجلي وانطوائيتي ،ماذا لو قمت أنا بنفس المهمة و"دقّيت كف"مع الرجل ، لظفرت بالمبلغ قبله !!…يا الهي الخمسة دنانير كفيلة ان تجعل هذا "الملعون" يسبقني بـــ 5 سنوات على الأقل من "اللمّ" ..أخيراً تشجّعت، رفعت بنطالي ، دخلت الى المضافة كما فعل ابراهيم..وقفت امام الرجل "دقّيت كفي"معه دون ان يطلب منّي ذلك..فأهملني و"حلق لي عالناشف" متابعاً حديثه مع الحجي رحمه الله..
***
في الوضع الاقتصادي الراهن، من شح المساعدات ، وتراجع الايرادات ..اعتقد اننا ما زلنا نبحث عن جهة "ندق كفّاً معها" حتى نكمل سنتنا على خير..

احمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى