هل ستكون الأردن بوابة العبور البري لقوات التحالف نحو دمشق؟

سواليف
هل ستكون الأردن بوابة العبور البري لقوات التحالف نحو دمشق؟
أكثر من ذي قبل تبدو القوات المسلحة الأردنية في مواجهةٍ مباشرةٍ مع خصومها في سوريا، في حرب بريةٍ قادمةٍ بقيادة المملكة العربية السعودية، فالتقارير القادمة من الرياض تؤكد جدية القيادة السعودية بالتعاون مع حليفها التركي في إنهاء الأزمة السورية لمصلحتها عبر تدخل عسكري وشيك يضع حداً لنظام بشار الأسد في أسرع وقتٍ ممكن.

– ساحة المعركة

في المقابل، لا تبدو الساحة الأردنية بعيدةً عن مشهد المعركة؛ إذ يدور الحديث عن دخولٍ محتملٍ للقوات البرية السعودية إلى الأردن في طريقها إلى المناطق الأكثر تمركزاً لتنظيم الدولة داخل الأراضي السورية؛ وهي المناطق الشرقية الجنوبية لسوريا.

– دعم أمني ولوجستي

إلا أن خبراء ومحللين عسكريين استبعدوا تماماً فكرة مشاركة الأردن بجنوده في الحرب البرية القادمة في حال حدوثها، وأشار عددٌ منهم، لـ”الخليج أونلاين”، إلى أن مشاركة الأردن ربما تقتصر على الجوانب الأمنية والتدريبية واللوجستية فقط، خاصةً أن الأردن يتمتع بعلاقاتٍ وتفاهماتٍ جيدة مع الروس، يسعى من خلالها إلى المحافظة على المناطق الآمنة والقريبة من حدوده.

بدوره، حذر النائب الأردني علي السنيد من مشاركة الأردن في الحرب البرية التي يروج لها، متسائلاً في تصريحٍ لـ”الخليج أونلاين”، عن الدولة التي ستنطلق منها جيوش التحالف المشاركة في الحرب البرية بسوريا، وقال: “أعتقد أن الأردن هو الخيار المفضل لدى التحالف العربي لانطلاق الحملة العسكرية منها، مما يجعلنا جبهة مباشرة لهذه الحرب”.

– في مرمى القذائف السورية

وأضاف: “ومن ثم تصبح الأرض الأردنية، وخاصة الشمالية منها، مستهدفة بقذائف الجيش السوري، وندخل في صراع عسكري على حدودنا”، مطالباً “الحكومة برفض أن يكون الأردن منطلقاً لأي حرب في الإقليم، أو المشاركة الفعلية بهذه الحرب، سواء كانت برية أو غير ذلك”.

– على أهبة الاستعداد

اللواء المتقاعد العسكري مأمون الصرايرة أكد لـ”الخليج أونلاين” أن “القوات المسلحة الأردنية على دراية تماماً بما يدور خلف حدودنا الشمالية (جنوبي سوريا)”، مشيراً إلى أن “ثقة دول التحالف بالجيش الأردني كبيرة، خاصة أن القوات المسلحة الأردنية قادرة بجهودها الذاتية على معالجة جميع الأزمات، وتجاوز كافة العقبات في حال حدوث حرب برية، سواء داخل الأردن أو خارجها”.

وقال: “على الرغم من كل ذلك، فأنا لا أعتقد أن التحالف سيطالب الأردن بشكلٍ فعلي بدخول قواته إلى داخل الأراضي السورية”، معرباً عن اعتقاده أن “تتم الاستفادة من الخبرة العسكرية للجيش استخباراتياً وأمنياً، دون الطلب منه المشاركة في الحرب”.

– مغامرة كبيرة

وأجمع محللون سياسيون على أن مشاركة الأردن في حرب برية بسوريا، تمثل مغامرةً كبيرة، خاصة أن الحدود مع سوريا مفتوحة تماماً، ومن ثم فمن الممكن أن تتعرض الأردن لأي هجوم من داخل الأراضي السورية عبر إطلاق القذائف إلى داخل المناطق الأردنية كما يحدث حالياً في الرمثا والمفرق، في ردٍّ على مشاركة الأردن في أية حربٍ قادمة.

وكان الأردن أعلن أن عناصر من التنظيمات المسلحة في سوريا تقف على بعد أقل من نصف كيلومتر من حدوده الشمالية، ورفعت عمان مؤخراً من مستوى اتصالاتها مع موسكو، حيث زار رئيس هيئة الأركان المشتركة الأردني، الفريق مشعل الزبن، العاصمة الروسية، واستمع من الروس عن تطورات الأوضاع، وقدم رؤية بلاده حيال الوضع في سوريا.

– “اليسار” يعارض

الأحزاب اليسارية والقومية القريبة من النظام السوري في الأردن، كانت أصدرت بياناً شديد اللهجة وصفت فيه مشاركة الأردن في أية مواجهةٍ مع نظام الأسد بـ”الورطة”، محذرةً من قبول السلطات الأردنية للدعوات “الخطرة” التي تأتي من دول التحالف لمشاركة الأردن في حرب برية بسوريا، داعيةً عمان إلى رفض تلك الحلول العسكرية والتوجه نحو البحث عن حلٍّ سياسي.

وكانت صحيفة “فايننشال تايمز” نقلت عن مصادر دبلوماسية وحكومية في الشرق الأوسط، “أن السعوديين يدرسون إمكانية القيام بعملية برية في جنوب شرق سوريا بالتعاون مع الأردن”.

وأوضحت: أن “السعودية قلقة لأنها باتت تفقد قبضتها على الحرب الجارية في سوريا بسرعة، الأمر الذي من شأنه أن يؤثر في سير المفاوضات حول التسوية السياسية في هذه البلاد”.

ونقلت الصحيفة عن دبلوماسي في الشرق الأوسط: أن “الرياض تعتبر نشر قوة عسكرية في أراضي سوريا شرطاً ضرورياً ليس للاحتفاظ بسيطرتها في سوريا فحسب، بل وفي واشنطن أيضاً”.

الخليج اونلاين

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى