كورونا لم تعد الأخطر على المجتمع!

كورونا لم تعد الأخطر على المجتمع!
عاهد الدحدل العظامات

أتذكر عندما دخل الفيروس إلى بلادنا كيف قُمنا بإتخاذ كُل ما يلزم للحفاظ على حياة الإنسان ومُحاصرة الخطر, عملت الدولة بكل طاقاتها وإمكاناتها وبروح الفريق الواحد وبإشراف وإهتمام من رأس الدولة, لهذا قد نجحنا في بدايات الجائحة وإقتدت بما إتخذناه دول العالم, وضُرب بنا المثل, وهذه هي عادتنا كدولة بكافة مؤسساتها ومكوناتها دائماً ماننتصر ونتجاوز المحن وإصعب الظروف بحنكة وحكمة وصبر, دائماً ما نستبق الخطر وما يشكل تهديداً لآرضنا وإنساننا, دائماً ما نتعاضد مُشكلين حاجزاً منيعاً أمام كل ما من شأنه أن يُعكر صفو حياتنا ويحجب الرؤيا أمامنا للمستقبل الذي نحلم, أو بالأدق للعيش الذي نستحق.والإنسان الاردني الذي لطالما صبر وما زال وسيبقى يستحق أن يُكافئ, يُكافئ بالحفاظ على كرامته وعيشه ومستقبله ولا أظنه يتمنى أكثر من ذلك

سننجح وسنخرج من مآزقنا الإقتصادية إذا ما تعاملنا حيال هذا الملف الشائك بذات النفس الوطني حيال كورونا, أعلم جيداً أن الدولة لا تمتلك عصاً سحرية لحل المُشكلات الإقتصادية كلها في ذات الوقت وفي وقت قصير لكن من المُهم أن يكون لهذا الملف مساحة كافية من الإهتمام, ولا ابالغ إن قلت أن هذا الملف يستحق أن يكون في الكفَّ الوطني وباقي الملفات في الكفّ الآخر على أهميته, فمظاهر البؤس واليأس والغضب والشكوى والضيق والإضطراب النفسي وعدم الشعور بالأمان المعيشي كلها مُنغصات حياتيه تحتاج مُعالجة. بتنا في كل يوم نسمع عن جرائم اسرية ما كانت بهذه الكثرة في مجتمعنا, أكثر الشباب العاطلين عن العمل وحتى الغير عاطلين يتجهون نحو المُخدرات, الآفة التي دمرت مُستقبل الشباب, بعض الناس يصبرون على صعوبة وضنك الحال وبعضهم يفرّ للطرق الغير مشروعة لجمع المال أو حتى لتأمين الضرورة وهذا ما لا نريده, نُريد مجتمعاً آمناً مُكتفياً يخلو من كل الشوائب والسلبيات, لا نريد أن تصبح المخدرات ظاهرة دون القضاء عليها وعلى أسبابها في آنٍ واحد, لا نريد أن تُصبح السرقات وسيلة الشاب العاطل عن العمل عندما يشعر أن لا أمل من أن يتغير حاله, لا نريد أن يكون الوضع المعيشي الصعب العصب الضاغط على حياة الإنسان والذي يٌدفعه لإرتكاب الجرائم وإفتعال السلبيات.

علينا أن نُدرك حجم الخطر الغير مُباشر الذي يداهمنا, علينا أن نعمل بضمير وطني ونعتمد على عقليات بارعة تعرف كيف نخرج من مصائبنا ومشاكلنا الإقتصادية, حتى نحن كمجتمع يقع علينا واجب وطني كبير وهنا لا اُنظر واُدرك حجم الصبر الذي صبرناه لكن يجب علينا أن نواصل في صبرنا, يجب علينا أن نرضى بأي شيء يُتاح لنا, وكشباب عاطلين عن العمل مُطالبين أن نحذر من أن نتجه إلى طرق غير شرعية قد تؤدي بمستقبلنا إلى الدمار, مُطالبين أيضاً أن نتخلى عن حلم الوظيفة وأن نتجه لأي عمل يُتاح لنا لأن الدولة لا أي دولة قادرة على توظيف كافة العاطلين عن العمل فيها. نحن قادرين كما العادة على تجاوز أي خطر لا وبل نملك مفاتيح الحلول لأي مشكلة. فلنعمل بجدّ وجهد والإهم ضمير وطني…

مقالات ذات صلة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى