لمصلحة من ..!؟

لمصلحة من ..!؟
سهير جرادات

لمصلحة من يُشيرون إلى ملك البلاد في تغريدات ذات أصداء غير إيجابية؟! لمصلحة من يأذنون بنشرشعارات ذات سقوف عالية
تطال هيبة الدولة ؟! لمصلحة من يسعون إلى تدمير هيبة الدولة؟! .. لمصلحة من يُصرون على تدمير صورة رمز الدولة وتشويهها ؟!

بالتأكيد هناك مستفيد من ذلك !!.. له مصالح تتشابك مع مصالح أولئك وتخدمها ، وفي النهاية هو المستفيد من هذه الغوغائية التي نعيشها في أيامنا هذه ، ومنذ نحو عامين ونحن نشهد حالة غريبة علينا ، جعلت المواطن يضع عقله بكفه، وهو يفكر ويتساءل : لماذا كل هذا التقزيم والتهميش والتقليل من شأن الصالح العام والدولة؟!
بعد أي نشاط محلي أو عربي أو عالمي لصاحب الولاية ، كما هو الحال بعد كل تغريدة أو صورة تنشر ، تستعر الساحة الإعلامية المحلية والخارجية بالتعليقات التي تحمل في طياتها الكثير الكثير من التطاول والاستخفاف وتعرية الحدث بصورة تؤكد أن من أشار على صاحب القرار بنشر تغريدة أو تعليق ما، عن أزمة أو حدث محلي ؛لم يكن مصيبا بمشورته ، بل هو يقصد من وراء ذلك بصورة “خبيثة ومقصودة” أن يسيء لمغردها ، ويريد من بثها أن يحدث زوبعة يوصل من خلالها رسالة لصاحب الشأن، بأن هناك حالة غضب عليك، وعدم رضا ،”وأن الزعلان أكثر من الراضي” ، وهذا بحد ذاته، يؤكد أن هناك مخططا ينفذ، وهناك دور وقصد من هذه الرسائل التي لا تبث اعتباطا ، إنما بعد دراسة مستفيضة ، لتحقيق الأهداف المرسومة.
هل هذه الفوضى الإلكترونية يقصد منها إيصال رسالة للمواطن ؟ مفادها : ان القوى لم تعد قوية ، وان هناك قوى أكثر قوة وتأثيرا أصبحت هي المسيطرة على الوضع والشأن الداخلي ، هل يقصد من وراء هذه الفوضى تهيئة المواطن لحركات تغييرية تنتظرننا ، ولا بد من الاستعداد لما هو مقبل؟!..
ألا يدرك المستشارون أن هذه الفوضى والعبثية في التعليقات على التغريدات غير الموفقة ، وهذه التحليلات المسيئة والمكاشفات للصور والتعليق على الخطابات في المشاركات الخارجية، ما هي إلا رسالة لتقبل الخطوة التالية ، والتي ما زالت موضع تكهنات ومن باب التخمينات ، وبالاعتماد على الأقاويل التي لم تعد مدار حديث مجالس النخبة ، بل خرجت من السر إلى العلن، وتعد رسالة واضحة وصريحة للأجهزة الأمنية ، وللدولة من قبلها ، خاصة من يحكمها أويتحكم بها ، ومن له غايات من نشر هذه الفوضى في الولاءات .. ومنها: ان العلاقة بين الدولة والمواطن في خطر ، وأصبحت على حافة الهاوية، وأن العلاقة اهتزت بين الحاكم والشعب ، واختلفت الموازين ، الأمر الذي يستدعي إعادة ترسيم العلاقة بين الحاكم والمحكوم.
من يقرأ التعليقات على تغريدات ملك البلاد الأخيرة على حسابه في منصة (تويتر )، يجد أن المواطن المتلقي يبتعد كثيرا عما يقصد من هذه الرسائل ، وأننا بتنا نشهد حالة غير مسبوقة في جراءة الشعب في التعليق، جرأة تستمد قوتها من قوى محركة ، هي صاحبة التأثير الكبير والفاعل في الساحة السياسية الداخلية ، حيث تعمد محركاتها على تعرية الوضع ، وما آلت إليه حالة البلاد والعباد، بصورة زالت معها كل الحواجز التي تربط الحاكم بالمحكوم ، وتغذت بصورة أكبر بسبب حالة الجوع” الكافر” ، الذي أفقد الناس الثقة بكل مكونات الدولة ، وأصبح المواطن لا يأبه بشيء ولم يعد يحسب حسابل لصغيرة ولا لكبيرة ، بعد أن تملكه شعور بعدم تماسك الدولة ، وزادت الفجوة بسبب تفشي الفساد ، لنصل إلى مرحلة اختلت فيها موازين العلاقة، كما هو الحال في اختلال موازين القوى السياسية الحاكمة في البلاد.
الآن ، بعد حالة الاحتقان الشعبي الذي وصلنا اليه ، وما صاحبها من فوضى أدت إلى غياب هيبة الدولة ،بسبب غياب مبدأ العدالة والمساواة
فليس لنا كدولة في هذه المرحلة، سوى أن نسعى إلى استعادة هيبتنا المسلوبة،التي نستمدها من احترام بلدنا وأجهزتنا الأمنية والحكومة ، حتى نغلق باب التآمرات الخارجية ، ومن قبلها التآمرات الداخلية إن جاز لنا التعبير .
إن ما يجري يسيء ويضر بالعرش ، لأن أي ركن يتزعزع من العرش،ويطال من هيبته ، ينال من أمن البلد واستقراره ..
Jaradat63@yahoo.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى