كاريكتير يثير عاصفة من الجدل والغضب في الأردن.. والرسام يوضح لسواليف

سواليف: غيث التل

أثار رسم كاريكاتيري نشره رسام الكاريكاتير الأردني أسامة حجاج جدلاً واسعاً في مواقع التواصل الاجتماعي فيما عبر اردنيون عن غضبهم من الرسم الذي اعتبروه مهيناً للسيدة المحجبة وانه يصفها بعدم الثقافة والعلم.
وفي الكاريكاتير المنشور رسم حجاج مقارنة بين العائلة التي تقوم بتنظيم نسلها مع عائلة معاكسة وكانت السيدة في العائلة التي لم تقم بتنظيم نسلها محجبة على عكس الشابة التي ظهرت في العائلة الأخرى.
وكانت صفحة تابعة لإحدى الفضائيات الأردنية قد نشرت الرسم قبل ان تقوم بحذفه على وقع غضب المعلقين والمتابعين لها الذين رأوا فيه إساءة للسيدات المحجبات.


القدومي: الرسم حمل اكثر مما يحتمل

المحامية رحاب القدومي

المحامية والناشطة في مجال حقوق الإنسان رحاب القدومي ترفض في حديثها لموقع سواليف ان يكون اللباس أو العمر مقياساً لدرجة العلم والوعي والثقافة لدى المرأة.
وترى القدومي ان ربط الجهل والعلم بالدين امر مرفوض بجميع الأحوال خاصة ان الدين الإسلامي دعا إلى تنظيم النسل من خلال الآية القرآنية الكريمة “وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ ۖ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ” فمضاء حولين كاملين بعد الولادة هو تنظيم للنسل وأن أي سيدة متدينة وترتدي الحجاب عن قناعة وتدين فإنها بلا شك تعي معنى الآية.
وبالمجمل ترى القدومي أن الرسم حمل أكثر مما يحتمل معتبرةً ان تجاهله أفضل من الخوض به.


روضان: حسن النوايا لا يبرر المحتوى

الإعلامية عطاف الروضان

الإعلامية المتخصصة في قضايا المرأة الإعلامية عطاف الروضان اعتبرت ان الكاريكاتير مسيء لنمط المجتمع الأردني بشكل عام وليس للمرأة بشكل خاص.
وتضيف روضان انها لم تجد في الكاريكاتير أي رسالة واضحة أو إصلاحية بخصوص تنظيم الأسرة خاصة أنه ركز على إظهار صورة المرأة النمطية غير المقبولة في المعايير الاستهلاكية مثل (المرأة المحجبة، المرأة السمينة، الكبيرة في العمر،.. الخ) وبالتالي فإن الكاريكاتير ربط هذه الصورة التي تمثل نسبة كبيرة جداً من النساء الأردنيات والعربيات بشكل عام
وتؤكد الإعلامية روضان انها لا يمكن ان تنفي حسن النية عن الرسام لكن الإعلامي والرسام وصاحب الرسالة لا يبرر له حسن النوايا إذا كان المنتج سيء او مسيء ورديء ولا يراعي المعايير التي يقوم عليها مبدأ المساواة والعدالة وعدم التنميط ويحمل الإساءة لفئات مجتمعية دون غيرها
وشددت روضان ان حسن النية لا يبيح ولا يبرر مسألة المحتوى غير الملائم للسياق المجتمعي الذي نعيش به.
وأشارت إلى غياب الرجل وهو ما يعني ان الرسم يحمل المرأة السلوك السلبي سواء بكثرة الأولاد أو غيرها من القرارات علماً ان تنظيم الأسرة هو قرار مشترك لا يقع على فرد دون الأخر.

حجاج: لم اتناول الحجاب والدين

رسام الكاريكتير الأردني أسامة حجاج

صاحب الرسم مثار الجدل رسام الكاريكتير الأردني أسامة حجاج اكد في حديثه لموقع سواليف ان رسمه لا يتناول الدين ولا الحجاب ولايتقصد الإساءة عبر التلميح او غيره.
وأضاف حجاج ان امهاتنا يرتدين ذات الحجاب وان الدلالة بالرسم القصد منها ربطها بالجانب الاجتماعي فقط وليس الديني موضحاً ان القصد هو ان السيدة التي لديها عائلة كبيرة حتماً هي سيدة كبيرة في العمل بحكم انها انجبت عدداً وان اللباس الموجود في الكاريكتير القصد منه هو لباس السيدات الكبيرات في العمر ويرمز لهن.
واكد حجاج انه يتفهم ردود الفعل الغاضبة ولكنه يشدد على ان الرسم معني بالجوانب الاجتماعية فقط ولا يتطرق إلا أي جانب ديني وانه لم يتقصد استفزاز أي شخص مبيناً ان جميع ردود الفعل هي محط تقدير واحترام لديه وسيتم الأخذ بها في الرسومات القادمة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى