رسالة من الكاتب بسام أبو شريف للرزاز

سواليف
تحت عنوان عريض ” رسالة الى دولة الرئيس عمر الرزاز: أصبت لن يوافق اسرائيلي واحد على مشروع “دولة واحدة” وندعوك لالغاء البطاقات الخضراء والصفراء واعادة الجنسية لمواطني الضفة وأرقامهم الوطنية أسوة بعدد كبير منهم ” ، نشر موقع رأي اليوم رسالة الى رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز بقلم الكاتب بسام أبو شريف جاء فيها :

الرزاز قال كلاما منطقيا وصحيحا ، لكن بكلامه تبقى المعادلة ناقصة .
لم يسبق لي أن تعرفت بشكل مباشر على عمر الرزاز رئيس وزراء الاردن ، ولقد كان لي حسن حظ التعرف على والده المرحوم الدكتور منيف الرزاز المناضل العربي القدير .
في مقابلة صحفية تطرق دولة رئيس الوزراء عمر الرزاز الى حل الدولة الواحدة ، أي دولة ديمقراطية يتساوى فيها المواطنون مسلمين ومسيحيين ويهودا ، دولة علمانية ديمقراطية تقوم على كافة التراب الفلسطيني التاريخي .
هكذا فهمنا الطرح ، وقد نكون مخطئين وضمن السياق يفهم اللبيب أن الرزاز أراد أن يظهر عنصرية وفاشية الدولة الصهيونية ، وأن الصهاينة يرفضون مساواتهم بغيرهم من حيث المبدأ ولايقبلون لدولتهم أن تتعامل مع المواطنين بشكل متساو، بل هي تعتبر نفسها دولة اليهود “شعب الله المختار ” ، ولذلك لايجوز أن يتساوى غير اليهودي باليهودي في دولة واحدة .
هذه الآراء تشكل قذيفة تحد لمن خدع الرأي العام العالمي وملايين البسطاء حول ديمقراطية اسرائيل ” الغربية ” ، وسط مجاهل قمعية ودكتاتورية واستعبادية يعيشها العرب في دولهم .
اذ أن ماطرحه الرزاز في وجه كل السياسيين الاسرائيليين سيبقى بدون جواب ” خداعا ” ، الرفض جهارا لأنه لم يبق في الشرق الأوسط شيء مستور .
انطلاقا من الاحترام الكبير لرئيس وزراء الاردن عمر الرزاز نود أن نشير هنا الى بعض الملاحظات ، والتي قد يصل بعضها الى حدود استراتيجية .
الملاحظة الاولى : –
طالما أننا نعلم ، ويعلم كل متتبع لأمور الشرق الأوسط أن النظام الصهيوني ، هو نظام عنصري استعماري استيطاني أقامه الاستعمار الغربي بقوة القهر والمجازر، وذبح المدنيين أليس واجبا علينا التخطيط لحماية من تبقى من العرب ، وحماية الشعب العربي في الاردن من مخطط الصهيونية المتتابع في قضم الأرض العربية قطعة قطعة .
بكلام آخر ، اذا كنا متأكدين من رفض كل الاسرائيليين حل الدولة الواحدة استراتيجيا ألا يجدر بنا أن نخطط لهجوم دفاعي يحمي الاردن ، وما تبقى من الفلسطينيين .
قد يظن البعض أن الاردن ضعيف ولايستطيع المواجهة ، وبرأيي هذا انطباع خاطئ ترتبت عليه مواقف تجعل اسرائيل تعتقد بأن الاردن ضعيف ، لكن من يقرأ تاريخ بطولات قطعات وضباط وجنود الجيش العربي في مواجهة الاسرائيليين يعلم أن الجيش العربي ليس ضعيفا رغم أن أسلحته قد تكون أدنى مستوى بمراحل من أسلحة الجيش الاسرائيلي ، لكن معارك هامة في تاريخنا تثبت أن معنويات الجندي ، وروحه القتالية أقوى بكثير من السلاح ( وأنا لا أنظم الشعر هنا ) ، اني أتحدث عن تجارب حسية ملموسة أثبت الرجال خلالها أنهم أقدر بروحهم وصلابتهم وشجاعتهم ، وهذا ينطبق على الوضع الراهن أكثر بكثير من السابق .
هذا واجب وطني وقومي للدفاع عن الاردن وحمايته ، وليس عن الفلسطينيين فقط فالترابط بين فلسطين والاردن وسوريا والعراق ولبنان … الخ ترابط قومي لاتقرره الاتفاات بين الأنظمة والحكومات ، لكن الدفاع عن النفس هو واجب وطني وقومي على كل شعب من الشعوب .
واذا أخذنا ” الطرح ” ، من زاويته التكتيكية حدد الرزاز بكل وضوح رفض الاردن لصفقة القرن وضم أجزاء من الضفة ، وكرر اصراره على التمسك بمسؤولية حماية ورعاية اولى القبلتين وثالث الحرمين في القدس .
يعلم دولة رئيس الوزراء أن الدولة الصهيونية شرعت منذ فترة طويلة بصرف جوازات سفر اسرائيلية لبعض الفلسطينيين الذين ترضى عنهم أجهزتها ، وهذا الطعم الصهيوني يسري كالسم في بعض الأوساط ، اذ أن حكومة العدو تحسب حسابات مختلفة وضمن حساباتها هو لجوء المجتمع الدولي الى استفتاء في القدس ليختار السكان الانتماء لاسرائيل أو لفلسطين .
في الوقت ذاته هنالك حرب نفسية قذرة تشنها حكومة العدو ( وربما دون أن تنتبه حكومة الاردن لها ) ، هذه السياسة عنوانها أن الفلسطينيين الذين يحملون هوية خضراء أو صفراء أو جواز سفر ” وثيقة ” ، السلطة هم في الواقع يحملون ” اقامات مؤقتة ” ، تستطيع اسرائيل أن تنهيها ويصبح بذلك من كان يحملها غير شرعي ” حسب حساباتها ” ، مما يطلق عليه جواز سفر فلسطينيا أو هوية وتجدد من قبل اسرائيل ” أو ترفض تجديدها ” ، ولا يستطيع أن يستخدمها للسفر الا اذا أدخلها الاسرائيلي على كمبيوتر وزارة الداخلية الاسرائيلية .
ونسي البعض أن سكان الضفة الغربية قانونيا وحسب الأعراف والقوانين الدولية ، هم مواطنون اردنيون يحملون جوازات سفر اردنية ، وعندما احتلت اسرائيل الضفة الغربية احتلت جزء من الاردن ووقع سكانها الاردنيون تحت الاحتلال ، واذا وضعنا جانبا قضية تمثيل الفلسطينيين ” م ت ف ” ، سياسيا واذا كنا نطرح حل الدولة الواحدة لكشف تضليل العدو فلماذا لانتصرف جديا وعمليا بحيث تقوم الحكومة بالغاء ” الكرت الأخضر والأصفر ” ، وأن تعود وحدة حال الشعب كما كانت على الأرض ؟
الشعب في الضفتين موحد ، فلماذا نصر على تقسيمه كما تريد اسرائيل أما العمل السياسي والنضالي فهذا له بحث آخر ، لقد سبق لي أن ناقشت بعض هذه النقاط مع صاحب الجلالة المغفور له الملك الحسين بن طلال ، وكان منفتح الذهن تماما على أبعاد هذه الأفكار ، وفوق هذا كان يشعر بالقلق من مخططات اسرائيل المستقبلية ، رحمه الله .
دولة رئيس وزراء الاردن عمر الرزاز رجل منفتح الذهن شاب ومقدام ، وفي ظروف كالتي يمر بها شعبنا نحتاج الى الاقدام الذي لايخشى سوى الله لحماية الوطن والشعب والامة ، وفي عقولنا أفكار عديدة تنطلق من قاعدة متينة ، هي صلابة الايمان بحتمية الانتصار .
الملاحظة الثانية (تصل حدود الاستراتيجية ) : –
عندما يقترح دولة رئيس الوزراء دولة واحدة تتساوى فيها حقوق وواجبات المواطنين متحديا قادة العدو ، فاننا نعلم أنه يريد فضح هويتهم العنصرية والفاشية ، لكن فضحهم ( في ظل سيطرتهم على الاعلام ) ، ليست من الأهداف التي تمكننا من الحصول على حقوقنا ، فلماذا لايفكر جديا بمشروع ” وحدة الدولتين ” ، أي وحدة الاردن وفلسطين فالشعب موحد واقامة الوحدة بين دولتين لاتعني دولة واحدة .
لماذا لايلغي دولة الرئيس عمر الرزاز البطاقة الخضراء والصفراء أممنوع على العربي أن يجاهد لتحرير فلسطين ، هل يفقد الاردني رقمه الوطني عقوبة له لأنه قاتل وناضل لتحرير الأقصى ؟
هل يتذكر دولة الرئيس ضافي الجمعاني وهل ينسى خطاب الملك الحسين بن طلال عند قهوة السنترال في شهر تموز من العام 1967 ، والذي أعلن فيه أنه الفدائي الأول .
لماذا يعاقب الاردني بسحب الجنسية والرقم الوطني ان هو جاهد لتحرير فلسطين حتى ، وان أجبر على حمل وثيقة سفر تصدرها اسرائيل لسكان الضفة الغربية ، هنالك أعداد كبيرة من سكان الضفة الغربية يحملون بطاقة صفراء ( أي يحتفظون برقمهم الوطني ) ، فلماذا يعاقب الباقون بعدم اعادة رقمهم الوطني لهم .
يادولة الرئيس لابد من تحقيق شفاف والغاء هذه الدائرة ، وتحويل كافة البطاقات الى صفراء هو جزء من اعادة الوحدة لصفوف شعبنا في الاردن شرقا وغربا .
كاتب وسياسي فلسطيني

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى