د. كمال الزغول – سواليف
شهدت بلدة عنجرة مبادرة قام بها المتميزون بالعمل الإجتماعي من الشباب حيث قاموا بالتصدي لكل تاجر يحاول بيع المخدرات في محيط البلدة حرصا منهم على أمن المجتمع واستقراره وحماية لأبناء بلدتهم عنجرة من هذه الآفة .هذه المبادرة هي بمثابة اعلان شعبي للحرب على المخدرات وعلى تجارها ومروجيها في ظل الفراغ الذي صنعته الظروف المحلية والإقليمية والدولية ، وقد جاءت المبادرة استشعارا للمسؤولية الوطنية
هذه المبادرة لم تكن مبادرة عادية بل مهدت الطريق نحو التكاتف الشعبي من أجل مكافحة بيع المخدرات الذي أطاح بريعان شباب ضُلِّل بهم ووقعوا في فخها فقتلتهم سمومها.
لم تكن تلك المبادرة ممارسة لهواية، ولا تعبئة لفئة ضد فئة، ولا أيدولوجية لحزب، بل كانت سيفاً أخلاقياً موازياً لجلب تجار المخدرات الى القانون وكشفهم وفضحهم،ولذلك فإن قدرة هؤلاء الشباب على إحترام القانون أقوى من تطبيقه، لأن التطبيق يأتي عند الجرم وعند خسارة الإحترام، وعليه فإن الوعي والثقافة لدى المجتمعات هما البيئة الحقيقية للقانون.
فمجرد التنبيه لقضية المخدرات بواسطة الناشطين والفاعلين في المجتمع هي خطوة في الإتجاه الصحيح، فقد ينشأ عن ذلك ندوات، ومؤتمرات تؤدي الى بناء خطط لمكافحتها قانونيا، فلا يمكن لأي صامت أن يحافظ على بقائه بالصمت، ولا يمكن أن يقبل الآباء بدفن الرأس في التراب وعدم اعلان الحرب على المخدرات وبطريقة قانونية ، ما نشاهده اليوم هي مسلسلات قتل، واصبحت فيها المخدرات محطات معدية للأجيال القادمة، لماذا لا نهرول نحو القانون على الأقل في مناطق عذاب المخدرات، يجب ايجاد حلقة وصل بما يسعى اليه شبابُنا المحترمون الفاعلون اليوم والإدارة الأمنية في مناطقهم لوضع خطة تخيف الباعة المتجولين لهذه الآفة القاتلة، فالمجتمعات النظيفة هي من تحافظ على نظافة بيتها وترفض أي ملوث لبيئتها،
وقد أثارت المبادرة أجواء لعقد اجتماعات مختلفة في عنجرة كان من بينها اجتماع عشيرة ابو خلف -الزغول حضره عدد كبير من المثقفين قدم فيها الجراح الكبير والمدير الأسبق لمستشفى الجامعة الأردنية وعميد كلية الطب سابقا في الجامعة الاردنية الدكتور محمود ابو خلف معلومات توعوية حول المخدرات واثرها على المجتمع وطالب ايضا بمراكز أمنية في مناطق عنجرة من أجل مكافحة المخدرات . وبهذا الخصوص أصدرت العشائر في عنجره بيانات تؤيد المبادرة وتساند الأجهزة الأمنية في مكافحة آفة المخدرات وأيضا تم نشر ورفع صور ويافطات تحمل في طيها رسالة ادارة مكافحة المخدرات للقضاء على هذه الآفة.
وفي النهاية ، نتمنى أن يتعاون كل أبناء الوطن في حماية المجتمع الذي يعيشون فيه ،ففي كل مبادرة من هذا النوع هناك وفاء للدّين وللوطن وللإنسانية.
