على اعتاب الميثاق الوطني الاردني الثالث / جميل يوسف الشبول

على اعتاب الميثاق الوطني الاردني الثالث

باتت حاجتنا ملحة لميثاق وطني اردني ثالث فالامر جلل وبلادنا في بؤرة العاصفة ووجودنا اصبح
مهددا واعداء الداخل والخارج يقولون لنا نحن وانتم بخير .

شهد الاردن ميثاقين وطنيين الاول في عام 1928 والثاني في عام 1991 وكان الاول زمن الامارة
ونتيجة للظروف السياسية الصعبة اثناء فترة الانتداب البريطاني على الاردن اذ دفعت هذه الظروف
شيوخ ووجهاء ومثقفي وسياسيي الاردن من شماله الى جنويه ومن شرقه الى غربه للتنادي لعقد
مؤتمر وطني في عمان وكان ذلك في 25-7-1928 لمواجهة اثار الانتداب البريطاني على البلاد
ودعم الامير عبدالله بن الحسين شعبيا لمواصلة مشروع الاستقلال وهذا ما ندرسه لطلابنا في المرحلة
الثانوية .

لا نريد الدخول في توصيات وبنود المؤتمر لكننا سنشير الى انتخاب حسين الطراونه رئيسا للمؤتمر
و26 شخصية اردنية كاعظاء لمتابعة تنفيذ المتطلبات الشعبية الاردنية فتبع هذا المؤتمر مؤتمرات
اخرى في الاعوام 1929 ، 1930 ، 1932 ، 1933 وتركزت نتائجها على معالجة الحالة المتردية
في البلاد والدعوة لمحاسبة الفاسدين والمسؤولين عن الاضطرابات التي تجري.

اما الميثاق الوطني الثاني فقد جاء كنتيجة حتمية لظروف عاشها المجتمع الاردني نظاما وشعبا
وشهدت انفرادا بالقرار السياسي والاقتصادي ادى الى تراجع الاداء العام وفقدان الثقة بين المواطنين
ومؤسسات الدولة علاوة على عوامل واسباب اقتصادية وسياسية داخلية وخارجية ادت الى ازمة
1989 والاحداث التي رافقتها بسبب ارتفاع حجم المديونية والضغط على المواطنين وغياب الشفافية.

عهد جلالة الملك الحسين الى دولة السيد احمد عبيدات بانجاز الميثاق الوطني الاردني وكان لهذا
الميثاق الفضل في انقاذ البلد وتقوية اركانه واعادة اللحمة للشعب الاردني الواحد والالتفاف الشعبي
حول قيادته .

ما تشهده البلاد حاليا يشكل محصلة للظروف التي واجهت الاردن وخرج منها بتوفيق من الله وبهذه
المواثيق معتمدا على شعب مثقف وواعي ومحب لبلده وقيادة حكيمة تقدمت هذه الجموع متسلحة
بوعي هذه الجماهير واخلاصها ومحبتها لبلدها .

بغير المؤتمر الوطني الثالث لن نسير الى الامام وسنكون ووطننا في مهب الريح.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى