عذراً ياولدي / حسين محمود حشكي

عذراً ياولدي

عذراً ياولدي لاتغضب مني ولا تتهمني بالفضول والتعدي على خصوصيتك أو يأخذك الشك بحبي لك وحرصي عليك فاني ياولدي – والله – أخاف عليك لا بل أصبحت هاجسي الأكبر فكل ماحولك ينضح بالشر ويستهدفك لذاتك فقد كرس بعض أصحاب العقول وبعض علماء النفس أفكارهم وأبحاثهم لكل مامن شأنه أن يؤذي البشرية أكثر من منفعتها ….
كنا نظن ان ( الفريد نوبل) حالة فريدة من نوعها عندما أخترع الديناميت ليشارك الإنسانية بالإعمار ويساعد البلاد على شق الطرق بين الجبال وتسهيل الربط بين المناطق لكن عقول الشياطين ابت إلا أن تحول اختراعه لتدمير الانسان وإقامة الطرق لاستعباده والاستيلاء على ثرواته وتركه يرزح تحت الحر وتحت البرد مفترشاً الارض وملتحفاً السماء ،،،
عذراً ياولدي فلقد أصبح عالمك مجهولاً وأصدقاؤك أشباحاً من عالم افتراضي لانعرف لهم شكلاً أو أصلاً أو حتى اسماً ولاندري عن نواياهم فلم يعد الشر – ياولدي – كما كنا نرسم ملامحه في طفولتنا بذاك اللبس المخطط والعيون المغطاة تحت نظارة جلدية بضحكة شريرة لانخطئها ابداً، ولم يعد ذا وجه شرس الملامح بآثار تدل عليه ،
بل أصبح ذا وجهٍ مبتسمٍ ببراءة ويرفل بأغلى الملابس ، وتشم منه العطور، عالمٌ بأحوال النفس ويعلم تماماً الى أين يأخذك ويخضع لنظام محكم يعي تماماً مايريد …
عذراً ياولدي فكم أعتز ويسعدني أن أراك متصالحاً مع مجتمعك تبني وتعمر به وتتطوع لتقديم الخير ، ومد يد العون لكل محتاجٍ ، مؤثراً ومتأثراً في الآخرين ولك بين أقرانك حضور وشخصية لكن حتى هذه أخذوها بعيداً وصار الغموض يلف كل شيء …
كان أهلنا يخافون علينا اذا تغربنا في بلاد لايعرفنا فيها أحد فتكثر التوجيهات والتوصيات والدعوات بأن يهدينا الله لصالح الأعمال…
أما الان – ياولدي – فاني أخاف عليك وأنت تجلس في الغرفة المقابلة تحلق بعيداً في فضائك الافتراضي تزور بلاداً وتلتقي أفراداً لاأعرف لهم ملامح ولاأعلم ماذا ببتغون ،،، أرتعد خوفاً وأنا أشاهد في وسائل التواصل ذاك الطوفان القادم من اللامكان ليعبث بفطرتك وانسانيتك فمن المثلية الجنسية الى المخدرات الرقمية إلى زواج الرجل بالرجل والمرأة بالمرأة إلى محاولة لجعل العلاقات الجنسية بين المحارم تبدو طبيعية .. طوفانٌ ماعاد يكفيه هدم حضارة من حجارة وبناء ، لكنه قادمٌ لهدمك فكريا ومعنوياً ، دينياً وأخلاقياً فتسهل السيطرة عليك وتطويعك كي تصبح أحلامك أن تصبح عضواً في جمعية الرفق بالحيوان .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. والعجيب عزيزي أن ماتخشاه مما ذكرت من حاجات هذه يتلقفها وتدرس لطالب الأكاديمية الأمريكي ويتخرج وهو مشبع بكل ذلك، ومن دون نقاش … ! – دام قلبك النابض –

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى