أفلا تعقلون / د . عبدالله عامر البركات

أفلا تعقلون
لقد قررت الاحزاب الراديكالية الاسلامية والتي بعد ان ازدادت نضوجاً وخبرة وتعمقت جذورها في السياسة ان الاردن لا يصلح لاقامة دولة اسلامية نظراً لصغر مساحته وقلة عدد سكانة وقلة موارده المستغلة او المعلومة على وجه اليقين وكذلك لكونه دولة شبه داخلية ليس لها سواحل على البحار المفتوحة.
وليس هذا فقط. بل ان تلك الاحزاب ادركت ان الاردن ليس هو البلد الاولى بالعداء. فهو بلد (على الاقل) لا يعلن عداءه للاسلام كما فعلت وتفعل بلدان مجاورة. بل انه يتيح للناس كل وسائل الانسجام مع ما يعتقدونه ويمارسون شعائر دينهم بكل حرية. كما لم يفتهم ملاحظة ان النظام في هذا البلد هو ابعد ما يكون عن الدموية وحب الانتقام كما انه لم تحصل ولو حادثة واحدة تم فيها الاعتداء على عرض مواطن كما حدث ويحدث في بلدان كثيرة تحيط به.
وعليه فأكثر ما كانت تطمح اليه تلك الاحزاب هو خلق رأي عام مؤيد لاقامة دولة اسلامية في المكان والزمان المجهولين. هذا هو اكثر ما املت به تلك الاحزاب الاسلامية الراديكالية. اما ان تأتي مجموعة من المراهقين السياسيين او المخدوعين او الواهمين ترتدي ثياب التدين لتقول لنا انها ستقيم دولة اسلامية في هذا البلد ببضع احزمة ناسفة وعدد من الرشاشات الاوتوماتيكية وهي اي هذه المجموعة تفتقد الى التأصيل الديني والفهم الجيوسياسي كما تفتقد وهو الاهم لاي حاضنة شعبية فنقول لهم ان المصحات العقلية هي الانسب لكم.

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى