سر الورقة الزرقاء
يوسف غيشان
قبل أكثر من ربع قرن قرأت قصة قصيرة بكتاب مهترئ بلا اسم ولا عنوان، يجمع العديد من القصص لمؤلفين من غير المشاهير. لا أذكر من أين ولا كيف حصلت على الكتاب.
القصة بعنوان (الورقة الزرقاء) وهي تتحدث حول رجل يجلس في مطعم أو حديقة، تجلس قبالته فتاة، فيسترق النظر إليها، فتنهض من طاولتها وترمي بشكل خفي على طاولته ورقة زرقاء مكتوب عليها باللغة الألمانية(مثلا) التي لا يفهمها عدة كلمات.
احتار الرجل في سر ما كتبته المرأة، فانطلق إلى وسط المدينة حيث يعرف مركزا للترجمة المعتمدة.
اقترب من المسؤول وأعطاه الورقة لترجمتها. نظر الرجل إلى الورقة، ثم نظر إلى الرجل بانفعال شديد وقال له:
– ألا تخجل عل نفسك… مش عيب عليك!!
واستمر يشتمه حتى استنفذ جميع الشتائم بالإنجليزية ثم شرع يشتمه بالألمانية، فاخذ الرجل ورقته الزرقاء، وهرب.
لا أريد ان أطيل عليكم القصة، فالرجل ذهب إلى العديد من الناس ومنهم جدته لأمه التي كانت تجيد الألمانية … وكان كل من ينظر إلى الورقة يشرع ببهدلته وشتمه واتهامه بقلة الحياء وانعدام الذوق والانحلال.
هنا تنتهي القصة بشكل يوحي بأن ذلك الرجل سوف يستمر في محاولة معرفة ما في الورقة الزرقاء …. ويستمر في تلقي الشتائم.
لن اقتل جمال هذه القصة في محاولة توظيفها للنق على الحكومات، كما افعل باستمرار لكني أستطيع التساؤل: هل حاول أحدكم … احدنا ان يعرف ما هو مكتوب في ورقته الزرقاء ؟؟؟
