هل يتراجع أردوغان والملك سلمان عن تحالفاتهما القديمة

سواليف

ألقت زيارة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز لتركيا بظلالها على الملفات المشتركة بين البلدين، وما يمكن القيام به سوياً على المستويين الإقليمي والدولي.

فبين سلمان وأردوغان، الذي يُوصف بأنه سلطان تركيا في العصر الحديث، الكثير من القواسم المشتركة؛ فكلاهما يريد إسقاط الرئيس السوري بشار الأسد، وكلاهما تعهّد بهزيمة الإرهاب في سوريا والعراق، بحسب تقرير نشرته صحيفة “الغارديان” البريطانية.

كانت السعودية قد نشرت طائرات حربية في قاعدة إنجرليك التركية لدعم العمليات التي تقودها الولايات المتحدة. وفي ديسمبر/كانون الثاني كشفت الرياض عن تحالف “لمكافحة الإرهاب”، يُقال إنه سينشر قوات، إذا لزم الأمر، في سوريا. وهناك تكهنات بأن القوات التركية يمكن أن تتدخل، ولكن على الأرجح في عمليات لمحاربة الأكراد.

دعمه ضد الشيعة

وخالف أردوغان، وهو سُني متدين، التقاليد العلمانية للجمهورية التركية، تعاطفاً مع السعوديين في التنافس مع الشيعة في إيران على النفوذ الإقليمي.

وقد انتقد أخيراً طهران بسبب الاستخدام المتكرر لعقوبة الإعدام.

ومثل الملك سلمان، يتعرض أردوغان لانتقادات حادة من الساسة الأوروبيين والأميركيين وجماعات الضغط بدعوى سلوكه السلطوي وانتهاكات حقوق الإنسان والحقوق المدنية التي تقع على نطاق واسع.

بينما يتهم أردوغان – في المقابل – الاتحاد الأوروبي باستمرار بعدم المسؤولية فيما يخص مشاكل اللاجئين على تركيا.

وينتقد كلا الزعيمين ما يرونه ضعف القيادة الأميركية، ليس فقط بسبب الصفقة النووية التي أُنجزت العام الماضي بين واشنطن وطهران.

ونتيجة لذلك، يبدو أن كلا الرجلين يتراجع عن تحالفه التقليدي مع الغرب.

حشد الدعم السني

من المحتمل أن تتضمن قمة منظمة المؤتمر الإسلامي، التي ستناقش قضايا الإرهاب، وفلسطين، والصراعات الإقليمية مثل اليمن، محاولةً من جانب الملك سلمان لحشد العالم السني وراء قيادته.

كما سيحاول سلمان التوفيق بين أردوغان والحكومة المصرية الجديدة المدعومة من الجيش، الذي أطاح بالرئيس المنتخب محمد مرسي، المدعوم من تركيا، في عام 2013.

يريد أردوغان تخفيف حكم الإعدام عن مرسي. ويمثل الجمع بين هاتين القوتين السنيتين الرئيسيتين هدفاً استراتيجياً رئيسياً بالنسبة للسعودية.

ويرى خبراء أن علاقة عسكرية وتجارية أقرب مع السعودية يمكن أن تعزز موقف أردوغان كإسلامي تقدمي.

المعلق نوراي ميرت قال إن تركيا في نقطة تحول من حيث مرحلة ما بعد العثمانية، والنظرة العلمانية الموالية للغرب، وهو ما يُنذر بأن تصبح أكثر انغلاقاً واستبداداً.

تأمين أمني واسع

وكانت زيارة العاهل السعودي للعاصمة التركية أنقرة قد حظيت بتأمين واسع على خلفية العمليات الإرهابية التي وقعت مؤخراً في أنقرة؛ إذ أُرسل فريق من 300 مسؤول أمني سعودي إلى أنقرة للتحضير لوصول الملك.

الفريق الأمني حجز كل الغرف في فندق “جي دبليو ماريوت” ذي الخمس نجوم، وجرت تغطية نوافذ جناح الملك الذي تبلغ مساحته 450 متراً مربعاً بزجاج مضاد للرصاص، وجرت كذلك تغطية الجدران بإسمنت مقاوم للقنابل بتكلفة 10 ملايين دولار، حسبما ذكرت وسائل إعلام محلية.

وجرى تجهيز نحو 500 سيارة فاخرة من جميع أنحاء تركيا لنقل الوفد المرافق للملك.

ورافق الوفدَ طابورٌ طويل من سيارات المرسيدس السوداء، حيث امتلأ موقف السيارات في الفندق ووقف جيش صغير من السائقين بانتظار الأوامر.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى