الجلوة.. أليست حاجة؟ / عمر عياصرة

الجلوة.. أليست حاجة؟
لم اصدم من قيام معالي الدكتور محمد ذنيبات برئاسة جاهة عشائرية كبيرة في الكرك انتهت بحقن الدماء بعد أن بلغت القلوب الحناجر.
البعض اعترض على قصة جلوة عائلة القاتل إلى الجد الخامس تحت عنوان حداثي ربما لم يراع خصوصية المجتمع وحاجاته.
من جهة أخرى هناك توجه في وزارة الداخلية يذهب باتجاه تخفيف وطأة الجلوة وحصرها في مستوى عائلة القاتل «والده وإخوانه».
القصة لا تؤخذ بالصوت واجترار عبارات العدالة والتقاضي العادل والقانون، فالموضوع يحتاج إلى قراءة متأنية اجتماعية وثقافية تنظر للجلوة من كافة زواياها.
علينا أن نطرح في البداية سؤلا هاما عنوانه: ما الذي جعلنا نأخذ بمفهوم الجلوة ونجعلها أساسا في فض المنازعات المتعلقة بجرائم القتل.
أليست الحاجة هي السبب؟ أم أننا قررناها ترفا من عند أنفسنا؟ اعتقد أن طبيعة المجتمع وردود فعله وعاداته هي التي جعلتنا نذهب نحو الجلوة وتبعاتها القاسية.
من ناحية مجردة أنا ضد الجلوة وضد ظلمها المتناقض مع قاعدة «ولا تزر وازرة وزر أخرى» لكن النظر إلى السياق هام والنظر إلى «اقل الضررين» يبدو مهما وحاسما.
لذلك لا بد أن نسأل أنفسنا عن حجم التطور الحاصل في مجتمعنا وهل يستدعي ذلك الذهاب إلى التخلي عن الإجراءات العشائرية نحو القانون.
هذا هو السؤال الأهم: كم تطورنا؟ وكم يمكن أن تكون حاجاتنا النابعة عن ثقافتنا قد اقتربت من القانون العادل؟ فالمثالية جيدة لكنها ليست حلا في قضايا الدم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. على اساس بدنا نبني مفاعل نووي؟؟؟
    كيف بنبني مفاعل نووي ونطبق مواريث بالية لم يقرها قانون ولا دين؟؟
    حتى عبارة “الى خامس جد” قاسية جداً
    ابنوا العقول والقلوب على احترام القانون والانسانية قبل ان تبنوا المفاعلات النووية

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى