قلية القمح ” نبيل عماري “

قلية القمح
في ايام الشتاء الباردة يقضي الناس معظم اوقاتهم في البيوت ويتجمعون حول كوانين النار أو الصوبة يتسامرون ويتحدثون عن رحمة فلان عن سنة الثلجة واللزبات عن قصص تحمل الضحكة ، وهنا يطيب الاكل والشرب الذي يمدهم بالطاقة والحرارة، من بطعم وبليلة حمص ومحلوى المكعوك والهريسة ولكن أشهر تلك الاكلات قلية القمح حيث يوضع القمح في (محماسة القهوة الحديدية) أو مقلى وترفع على نار الموقدة او الكانون ويبدأ بالتحميص والتقليب بواسطة اليد الطويلة للحماسة وعندما ينضج القمح ويتحمص لونه الى احمر يوزع على الحضور، ويأكلونه ساخنا لذيذا ورائحته زكية تفوح بالمكان تعطي للشتاء زحم ومحبة وألفة وجمال وروعة ومذاق القلية حيث أنها تعمل من القمح الحوراني الصلب المشهور بنوعيتة الممتازة ومع تزايد زخات المطر والريح الهوجاء يزداد طلب الناس على القلية والبعض يطحن حبات القمح بالهاون ويتم أضافة السكر لها وتسمى عند البعض بالبكيلة أو البجيلة ، نعم قلية القمح كانت تسالي الفلاح في أيام الشتاء الباردة نفتقدها هذه الأيام مثلما نفتقد روعة وجمال الماضي وخيرات القمح الأردني وسنوات الحصيدة والخيرات المتلاحقة .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى