تحملوني شوية / نشأت حداد

(معليش تحملوني شوية ) بالعامية والمشرمحي

تابعت وبشغف ولأول مرة وعلى تلفزيون أردني وقائع لجلسة مجلس النواب الأردني للتصويت على قانون صندوق استثمار ( لحد هذه اللحظة لم أفهم ماذا يعني ولم أفهم من النواب ماذا كانوا يعدلون ويخبصون سواء بالتعريفات بالبنود أو تعديلاتها )وكل تلك الإقتراحات كانت مزاجية لا علاقة لها بالعلم والتشريع علما أن من بين النواب الذين تكلموا أو تفلسفوا بالمعنى الإيجابي للفلسفة يحملون شهادات الدكتوراه . كنت أشاهد الجلسة بشغف وعلى مضض لرؤية شخصية هؤلاء النواب وهم يتحدثون وكإنهم يخترعون ذرة جديدة للعالم – ومن رؤيتي لطريقة حديثهم وسحبهم لإقتراحات البعض أنهم كانوا يمثلون دور الذكي أو السناتور –وأنهم مسيرون وليسوا مخيرين بالكلام .حضور دولة رئيس الوزراء ومداخلته ومداخلة بعض الوزراء أعطت رونقا خاصا للجلسة وخاصة بطريقة الإقناع أو الشرح لما أراد النواب الإستفسار عنه — وأعجبني أكثر مفردات (وهي التي كانت تهمني من الجلسة ومن القانون )هو لفظ الأحراج –حراج –أحراش أعني ما كان يقصدون به من معنى للحراج—بهدلوا الدنيا –وضيعوا الناس بالمعنى – وغمغموا على الكثير مما كانوا يريدون من الشجر الذي هو غابات حرجية .
ذهبوا يمينا وشمالا دون سن أي مادة بالقانون تشرح لهم أن الاستثمارات المرتقبة (والتي كانت مرتقبة قبل 10 سنوات ومنها سكة الحديد ) لا تعني تقطيع الاشجار – فتركوها كما هي — لأن دوائر الأراضي مثلا عندها أراضي لا يوجد بها أشجار وهي حرجية –علما أن الحرجية هذه فعلا كانت كلها أشجار إلا أن اليوم تراها متصحرة لأنهم قطعوا أشجارها –وبهذه القوانين سوف نرى يالمستقبل أن تقطيع أشجار وغابات الأردن ستكون (عن جنب وطرف )كما نقول بالعامية الشعبية –على حساب الاستثمار الأجنبي الذي لا يهمه سوى جمع الأموال والذهاب بها إلى بلده –دون أي قانون يردعه بعدم تقطيع أشجارنا — وبعدم تشغيل ابنائنا إذا لم يوافق المجلس على تشغيلهم بقانون –

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى