قراءة في بلاغ الرفاعي حول استقالة الخضرا

سواليف – رصد – فادية مقدادي

قبل أسابيع قليلة يوم تمت الموافقة على #استقالة السيد #عريب الرنتاوي من اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية، وجدت نفسي مضطرا وبكل أسف إلى أن أذكركم وألفت نظركم إلى أننا جميعا بصدد مهمة وطنية تستوجب من كل واحد منا أن يقدم المصلحة الوطنية والعامة على ما سواها، كما ذكرتكم حينها أننا جميعا تحت #مجهر الرأي العام وعينه الفاحصة، والتي قد لا تفرق في أوقات عديدة بين الرأي الشخصي والموقع الذي يشغله أي شخص.

هكذا بدأ رئيس الوزراء الأسبق سمير #الرفاعي رئيس اللجنة الملكية لتحديث #المنظومة السياسية رسالته لأعضاء اللجنة، حيث أبلغهم بها بقبول استقالة الدكتورة وفاء #الخضرا من اللجنة، بعد الجدل الذي احدثته في منشورها عبر صفحتها الشخصية في الفيسبوك ، حين أنكرت شعيرة الأضحية في عيد #الأضحى واعتبرت ما يتم في العيد وخلال أيام التشريق من التقرب لله تعالى بذبح الأضاحي ،طقوسا تفتقر للرحمة والرأفة .

وحسب ما ذكره الرفاعي في بداية رسالته وبلاغه، يظهر جليا أن رأي #الشارع #الأردني العام ، بات يشكل هاجسا للمسؤول الأردني ، وصار المسؤول على يقين أنه تحت مجهر المواطن في جميع تحركاته وأقواله وأفعاله ، وهو ما تم من تأثير للرأي العام على باستقالة أو إقالة عضوين من اللجنة خلال أقل من شهر بسبب تصريحاتهما ، وهما الكاتب عريب الرنتاوي وما كتبه حول دور الجيش العربي في معركة الكرامة ، وتهميشه لدوره وتضحياته في مقال نشره عبر صحيفة الدستور ، وما اعقبه من احتجاج شعبي عارم على ما كتب ، وما تبعه مساء أمس الجمعة من استقالة وفاء الخضرا من اللجنة.

ويبدو واضحا من بلاغ الرفاعي أن ما يهمه الآن نجاح اللجنة في عملها وكبح جماح أي عضو فيها يحاول أن يؤثر على ما تقوم به ، فذكر الرفاعي أعضاء لجنته مرة أخرى أن يحتفظوا جميعا بالآراء الشخصية لأنفسهم ، إلى حين انتهاء أعمال اللجنة.

ومن خلال البلاغ أيضا ، حاول الرفاعي دغدغة مشاعر دعاة الإصلاح ومن يطالبون به ، فذكر بما يمكن أن ينتج من مخرجات عن اللجنة ،ستعمل حسب وصفه زيادة تمكين الأحزاب والشباب والمرأة، والوصول إلى برلمانات برامجية قادرة على حمل آمال وطموحات الأردنيين إلى مستوى صنع القرار ، ما يعتبر محاولة منه لطي صفحة الرنتاوي والخضرا والتعلم من الأخطاء ، ومتابعة اللجنة لمهامها ، فقال :

مذكرا نفسي وكل فرد منكم كم هي جليلة هذه المهمة، وكم سيعني نجاحها من تغيير آني ومستقبلي ينعكس علينا جميعا وعلى أبنائنا ومسيرة الوطن ككل، وكم هو كبير التغيير المرتجى من ورائها ليس على صعيد الحياة السياسية فحسب، بل أبعد من ذلك، خاصة عبر زيادة تمكين الأحزاب والشباب والمرأة، والوصول إلى برلمانات برامجية قادرة على حمل آمال وطموحات الأردنيين إلى مستوى صنع القرار.

وتابع حول ذات النقطة فذكر : ولتكن كل الأخطاء والعثرات التي مرت بنا، أيا كان حجمها، درسا نتعلم منه، ويدفعنا نحو تقديم أفضل ما نملك لننال رضى الله سبحانه والشعب الأردني العظيم.

ونوّه الرفاعي إلى من لا يريدون النجاح للجنة ويراهنون على فشلها فقال:

وأرجوكم أن تتذكروا أن هناك من لا يريدون النجاح لهذه المهمة، ويراهنون على فشلها وفشل كل فرد منكم، لذلك يجب أن ينصبّ جهدنا وتركيزنا على نجاحها، الذي سيكون نجاح لكل منا، يفتخر به دائما.

ولكن الشارع الأردني بعد أن نجح في إسقاط عضوية وفاء الخضرا من اللجنة الملكية، بدأ على التو وخلال أقل من ساعة بالنبش في أوراق عضوين آخرين فيها هما زيد عمر النابلسي وعمر كلّاب ، وبدأت الدعوات عبر مواقع التواصل الاجتماعي لنشر تصريحات لهما لا تتواءم مع المعتقدات الدينية والقيم الاسلامية للشعب الأردني ، معتبرين أن من يحمل مثل هذه الأفكار لا يمكن لما سيصدر عنه أن يتناسب مع الإصلاح الذي يطالب به الشعب .

فيما اعتبر آخرون أن لجنة الإصلاح في وضعها الحالي تحتاج إصلاحا في أعضائها ، ما ينبئ عن عدم رضى الشعب عن عدد كبير من أعضائها الذين تم اختيارهم من قبل رئيس اللجنة غير المرضي عنه من الشعب، والذي أسقطت حكومته عام 2011 بعد احتجاجات شعبية عارمة .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى