المعارضة السورية تُمضَغ بين فكي روسيا وامريكا / ابو حمزة الفاخري

المعارضة السورية تُمضَغ بين فكي روسيا وامريكا
طغت وتطغى اخبار الشام على كل الاخبار العالمية ، بل وتفوقت على اخبار فلسطين والتي تراجع تصدرها النشرات الاخبارية ، وانشغل العالم بقضيتها من سياسيين وكتاب ومثقفين ورجالات دين ، وأنشئت جمعيات خيرية دينية ومنظمات دولية تعنى بالشأن الانساني والحقوقي ، حتى ان مدينتي الرمثا الحدودية نالها من الحب والحرب جانب و كان لها الشرف والحظوة في استقبال الوفود من الشخصيات العالمية والمحلية الذين تقاطروا عليها لمعاينة مأساة العصر بل والدهر البشري بأكمله .
ووصل الامر ببعض المتدينين و المنجمين لان يقولوا بأن القيامة اوشكت وان احداث الشام الحالية هي المسمار الاخير في نعش عمر البشرية ، ولذلك تجمعت كل قوى العالم الامنية والعسكرية والسياسية حولها وفيها تتابع عن وتتدخل في مجريات الاحداث والمعارك كلٌ حسب طموحاته واحلامه ومصالحه الا صاحب القضية الاساسي والمعني الذي شد الرحال بعيدا عنها لما يلقاه من جحيم ينهمر على رأسه ليل نهار .
وزاد في اشتعال جحيم الحرب ومعاناة اهل الشام هو التدخل الروسي العنيف وقصفه الشجر والحجر قبل البشر بحجة محاربة داعش والتي لم يطالها من هذا القصف الا الجزء اليسير من ضربات طيرانه .
تماما كما فعل طيران التحالف الدولي الامريكي .
ولا ننسى ان روسيا قد عطلت قرارات لمجلس الامن الدولي في بدايات الثورة وقبل ظهور وتمدد داعش لإدانة النظام السوري وتخاذلا للمعارضة وذلك برضى وتوافق امريكي بحت ، في الوقت الذي كانت فيه امريكا تتشدق وعلى لسان اوباما وكبار مسؤوليها طيلة الخمس سنوات وهم يغردون جملة واحدة مفادها : لا مستقبل لبشار في حكم سوريا وايامه في الحكم باتت وشيكة على الانتهاء ، هذا من الناحية السياسية والكلامية .
اما من الناحية العسكرية فأمريكا تضع الشروط والعراقيل امام تسليح المعارضة على العكس من انصار النظام الذين يتدفق عليهم السلاح بكل اريحية وتعبر جيوشهم المرتزقة من العراق ولبنان و مختلف بقاع العالم دون حسيب او رقيب .
والفرق بين روسيا وامريكا ان الاولى منعت المعارضة من كسب المزيد من التقدم وكبدتها خسائر جسيمة ، اما الثانية – امريكا – فلها اسلوبها وطريقتها في ادارة الحرب فهي تمنع تسليح المعارضة بأسلحة ثقيلة وخاصة مضادات الطيران ، بل وتحدد لهم الاهداف التي يضربونها وفي ايي وقت وذلك عن طريق وكلائهم المعتمدون من تلك الجمعيات والشخصيات الممولة للمعارضة ، يعني كلا الدولتين متفقتان على الغاية”حماية النظام” ومضغ المعارضة بفكيهما مرة بالنعومة ومرة بالخشونة ولكن كل بأسلوبه الخاص .
وان تساءلنا عن الدور الاوروبي فهو متلقٍ لاملاءات القوتين ومستوعب للمهاجرين الذين بدأوا يشكلون عبئا وضغطا عليهم وما بأيديهم الا شيئا كحال العربان الذين اشبعونا ضجيجا دون طحنا .
ابو حمزة الفاخري…..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى