هل ترد روسيا في درعا؟ / عمر عياصرة

هل ترد روسيا في درعا؟

نَكأ الزميل حازم عياد في مقالته بالامس تحت عنوان “الجدوى السياسية للضربة الأمريكية”، قلقا اردنيا يتعلق بخيارات روسيا المتاحة للرد على الهجوم الاخير.
الزميل يرى ان روسيا قد ترد في درعا، من خلال اشعال الجبهة هناك، وارباك اميركا في الجنوب السوري، فرغم انه يجعله خيارا مستبعدا الا انه حاضر بدرجة معينة.
كل الاحتمالات واردة، وهنا يجب على الاردن ان يكون حذرا، واظنه كذلك، فالموقف الرسمي من الضربات، كان حذرا، لم يشتبك فيه مع اطراف النزاع، واكتفي بتأكيده الحل السياسي.
الاردن يتواصل بشكل جيد مع روسيا، ويقال ان رئيس هيئة الاركان الفريق محمود فريحات كان في زيارة قريبة لروسيا، بالتالي هناك مراقبة اردنية لكل التطورات الجارية الان.
لكن هل يكفي ان نراقب، ماذا نملك من اوراق لتجنب ان تكون مناطق جنوب سوريا، مكانا للرد الروسي، كيف يمكننا اقناع بوتين اكثر بأن درعا يجب ان تبقى خاضعة للحل السياسي اكثر منه العسكري.
موقفنا المتزن، العمل بالقطعة ورد الفعل، اظنه، بدأ يفقد ميزته، هناك تطورات في المشهد السوري لابد من قراءتها بتمعن واقعي، ولا سيما بعض الضربة الاخيرة.
هل نملك خيارات للتحرك، هل نملك القدرة على احتواء التطورات، والابقاء على الجنوب السوري في سياق مناطق خفض التوتر؟ كلها اسئلة وتحديات، ستكشفها الايام القادمة.
ادرك اننا محشورون بين فكي كماشة، واشنطن والرياض من جهة، وروسيا ونظام الاسد من جهة اخرى، وتلك معادلة تضيق امامها الخيارات والارضاءات.
لكن، رغم ذلك، علينا ان نفكر مليا بالقادم، ولا زلت ارى في فتح خطوط مع دمشق، طريقا مناسبا لمصالحات استباقية تمهد لعزل درعا عن اي صدامات واجندات.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى