في ذكرى ميلاد النبي

بسم الله الرحمن الرحيم
في ذكرى ميلاد النبي القائد
ضيف الله قبيلات

تهل على المسلمين هذه الايام ذكرى ميلاد النبي القائد محمد بن عبد الله صلى الله عليه و آله وسلم و حالهم لا يسرّ صديقا ولا يغيظ عدوا” حالة البين حالتهم ” دولتهم بادت ، دستورهم معطل ، ديارهم ممزقة ، فلسطينهم محتلة ، و اقصاهم أسير .. لكنّ المسلمين لا يعرفون اليأس و اليك الدليل و الادلة كثيرة .
بعد ان ضاقت مكة على النبي صلى الله عليه وسلم و اصحابه قرر الخروج الى الطائف لعله يجد فيها ملجئا و برفقته زيد ابن حارثة وهي تبعد عن مكة ٦٠ ميلا سارها ماشيا جيئة و ذهابا .
لكنّ أهل الطائف استقبلوه شر استقبال و اغروا به سفهائهم و وقفوا له سماطين ( صفين )يرجمونه بالحجارة حتى ادموا قدميه الشريفتين و شجوا رأس صاحبه .
رجع رسول الله صلى الله عليه و سلم من الطائف كئيبا محزونا كسير القلب ، ولمّا اقترب من مكة عرّج الى غار حراء وقد رأى في نفس صاحبه زيد ما رأى فقال له ” يا زيد إنّ الله جاعل لما ترى فرجاً و مخرجا وإنّ الله ناصر دينه ” .
ثم ارسل رجلا من خزاعة الى الاخنس ابن شريق ليجيره في عودته الى مكة فقال الاخنس انا حليف و الحليف لا يجير ، ثم بعث الى سهيل ابن عمرو فقال سهيل إنّ بني عامر لا تجير على بني كعب ، فبعث الى المطعم ابن عدي فقال المطعم ” نعم ” ثم تسلّح و دعا بنيه و قومه فقال البسوا السلاح و كونوا عند اركان البيت ” الكعبة ” فإني قد اجرت محمدا ، ثم بعث الى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ادخل ، فدخل صلى الله عليه وسلم و معه زيد ابن حارثة حتى انتهى الى المسجد الحرام فقام المطعم ابن عدي على راحلته فنادى : يا معشر قريش إني قد اجرت محمداً فلا يهجه احد منكم ، وانتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم الى الركن فاستلمه و طاف بالبيت و صلى ركعتين و عاد الى بيته و المطعم ابن عدي و ولده يحرسونه بالسلاح حتى دخل بيته “.
قيل ان ابا جهل سأل مطعما أمجير انت ام متابع ” اي مسلم ” ؟ قال بل مجير ، ثم توفي المطعم ابن عدي في مكة قبل معركة بدر و قد حفظ رسول الله صلى الله عليه وسلم للمطعم ابن عدي هذا الصنيع الجميل فقال في أُسارى بدر ” لو كان المطعم ابن عدي حيّاً ثم كلمني في هؤلاء لتركتهم له .
لاحظ الفرق بين يوم الطائف ويوم بدر لتعلم ان المسلمين لا يعرفون اليأس .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى