من النسر معاذ إلى الصقر حسونة / محمد ساهر الطراونة

من النسر معاذ إلى الصقر حسونة
صباح الفخر أيها الرفيق الشهيد، صباحك هامات مرفوعة في حمى الوطن الممتد بقيصومه ودحنونه وتفاصيله السمراء…. ولعل الصدفة والجنة خير من يجمعانا اليوم.
كيف حالك اليوم يا ترى وأنت “شهيد” الفخر! وكيف ترى شموخك وجناحاك يرفرفان إلى السماء لتعلن من نفسك شهيد عز ومجد ينقش تاريخ الوطن حروف اسمك من تراب وبارود …
أيها الصقر حازم حسونة…
ربما تكون صدفة القدر أن يكتب الشهيد للشهيد بنفس يوم الشهادة!! والفارق عام من صولاتك وجولاتك فوق ربوع الوطن الذي لم يبخل علينا يوماً بالبذل والعطاء، لكن لم تكن صدفة أن نكون أبطالاً نحلق فوق صحارى الوطن… نراقب الحدود ننظم السير نقتل العدو نبحث عن مفقود لنعيده إلى أهله ذات شوق.. فالجميع عرفنا ذعارين للعدا مقبلين لا مدبرين.
أعرف أنك يوم استشهادي أخفيت دمعتك لأنهم أخبروك أن الصقور لا تبكي وبقيت تتنهد على فراقي وتمنيت أن تكون جانبي لتحطم القفص بزنديك السمراوين اللتين لطالما رفعتهما تدعو أن أعود “للبلد … وللكرك … ولحضن أمي” ….
وعلى ذكر الأمهات … أعلم أن والدتك – أطال الله بقاءها- كانت تنتظرك لتحضر لك شيئا ما يفرحك … ربما فنجان قهوة أو طبقك المفضل أو حتى وسادتك التي كنت تلقي عليها رأسك بعد جولة أمن وحب في سماء الوطن… لكنها من الآن فصاعداً ستصنع لك دعاء الرحمة ممزوجا ببركتها وقلبها الطاهر الذي رباك على الرجولة والإخلاص للوطن، وأعلم أنها ستكون فخورة كلما جاء “طاريك” أيها البطل.
الصقر المغوار حازم … هل تذكر كم تمنيت أنا وأنت أن نكون كما فراس العجلوني وموفق السلطي؟؟ ها نحن مثلهما “شهداء وطن” … سيخلد التاريخ أسماءنا وسيحفظه صغارنا وستبقى جداتنا “العتاقى” ترودن فيهما بالأعراس كعلامات رجولة ونياشين عز خالدة وصامدة في وجه من يحاول خدش عذرية هذا الوطن.
ولأن الشيء بالشيء يذكر … الآن عمك الشهيد العقيد الركن الطيار المقاتل ابراهيم حسونة فخور بـ “شهادتك” لأنك نفذت وصيته التي لقنك اياها قبل دخولك المعسكر: يا عم نحن دروع الوطن ونحن صقورها … ويا مرحبا بالشهادة فداء للوطن”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى