.نوّارة الدار!!

[review]

مقال الاربعاء 21-3-2012

أكتب مقالي هذا على بعد وردتين  من وسادتك،على بعد ركعتين من سجّادتك ،على بعد سكتتين من ابتهالاتك،فعن ماذا أكتب وأنا المصهور في ذات ذاتك؟؟؟..

**

مقالات ذات صلة

كل ما حولي هو أنتِ، أو بعض من بعضك أنتِ.."باكورك" المسنود خلف الباب، براويز صور الغيّاب ، كيس دوائك المركون في "قرنة البيت"، قطرة العين ،وقطرميز الزيت ، معوّذاتك التي  تقرأينها قبل النوم،  روزنامة "التقويم الهاشمي" التي تقطعين ورقة الغد منذ اليوم ،صوتك الذي يزين حديث الغرفة، تلفون الــ" 3310" الذي بُحّ صوته من رنين الغربة…

كل ما حولي هو أنتٍ، أو بعض من بعضك انتِ..المطاطة الملفوفة على دنانيرك القليلة ، "ليرة ألأحفاد"، ضجيج التعليلة، لمة الأعياد،  "كيس الزبيب" الذي يموّل كل ليلة جيوب الأولاد، البسمة الرقيقة ، الدمعة العميقة ،  "دستان القماش"، نصف النقاش، سراج الكبار ،  "محجّ" الصغار ،  أوراق حلواهم ، بعض شكواهم ،علبة "السكّرين"، هدايا المسافرين المجهّزة  منذ حين..

 

أكتب مقالي  هذا ..على بعد زفرتين من وسادتك…أتمعّن بجفنيك المغموسين بالغفوة..بسالفيّ الياسمين الفالتين من "الشنبر" ،بغفلة العمر المخبأة في ثوبك الأسمر..بندب شغبي وشغفي فوق كفيك النحيلتين..

اكتب مقالي هذا على بعد خطوتين  من سكوني ..أغمضُ على تعب عينيك عيوني.. لأراك تتزنرين بشال صباكِ، تذودين بالحلم  عن حماك ، تكنسين في قاع الدار ورق التوت، "تغربلين" مونة الشتاء أمام البيوت ،تقطبين أزرار سراويلي ،تصدقين كذب أقاويلي ، تكسرين الحطب على ركبتيك ،تهبين النار دموع عينيك، ورغم جوعك المقيم تطعمينا أرغفة يديك….

يا من هدلت لنا قبل النوم بعض الحكايا…. يا وهج القناديل يا كل العطايا…

 

كل آذار.. وأنت "نوّارة" الدار..

 

كل عام وانت بألف ألف خير ..يُــــــمَّه..

 

أحمد حسن الزعبي

ahmedalzoubi@hotmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى