في الامتحانات

في الامتحانات

د. عبدالله البركات
هل من المعقول بعد كل هذه السنين من خبرة #وزارة #التربية والتعليم في ادارة #الامتحانات ان يقع واضعو #الاسئلة بأخطاء قاتلة. هل مازال منهج المحاولة والخطأ هو المتبع في وضع اسئلة اهم امتحان في حياة #الطالب العلمية. لا استغرب ذلك ولكني استنكره. ذلك ان المعلومات النظرية في القياس والتقويم لا تضمن تطبيقها عند وضع الامتحان. ماذا يجب ان يقيس امتحان العربي او الفيزياء او الرياضيات او التاريخ في الوقت القصير المخصص للامتحان ؟ ما هي المعلومات الاساسية وما هي المهارات الاساسية التي يجب قياسها؟. هل هذه الاسئلة هي ما تلزم الطالب الاجابة على مثلها في حياته العملية بمثل الوقت المخصص لها في الامتحان؟ قطعاً لا. لماذا نعاقب طالب الفيزياء اذا كان متميزاً في فهم مبادئ الفيزياء ولكنه محدود القدرات في الرياضيات ؟ يقال ان اينشتاين وضع معادلاته الرياضية في نظريته النسبية واستعان بعالم رياضيات كي يحلها له.

عرض حالة من تجربة واقعية

عندما كنا في مرحلة الماجستير كان علينا ان نأخذ مادة الاحصاء وكان علينا ان ندرس عددا كبيراً من الطرق الاحصائية لنختار منها لاحقاً في مرحلة كتابة الرسالة ما يناسب البحث الخاص بنا. كان البرفسور س. يدرسنا المادة. وكان يأتي بعدد هائل من الاسئلة في الامتحان وكان عليك ان تقرر نوع الاحصاء المناسب لكل سؤال ثم تبدأ بتذكر المعادلة الخاصة لذلك الاحصاء ثم تقوم باجراء الحسابات حسب البيانات المعطاه. وربما أخطأت في بعض العمليات الحسابية لتنتهي بنتيجة خاطئة.
المهم في الامر انه بعدما اجتزنا الاختبار بصعوبة وعندما بدأنا فعلياً في كتابة ابحاثنا كان لدينا الوقت الكافي لاختيار الاحصاء المناسب ومناقشته مع المشرف وكان لدينا الوقت الكافي للرجوع للكتاب لنقل المعادلة الخاصة بالاحصاء المطلوب بدقة. وكان لدينا الوقت الكافي لاجراء العمليات الحسابية اللازمة. واكتشفنا ان الامتحانات التي مررنا بها لم تكن مفيدة ولا واقعية.
كان الاولى في وقت المحاضرة ان نتعلم فقط نوع الاحصاء المناسب لكل بحث وان نستطيع تفسير نتائج الدراسات الإحصائية في الابحاث التي نطلع عليها. ونحكم على ملاءمتها للبحث. أما اختبار السرعة في اجراء العمليات الحسابية وتذكر المعادلات الطويلة فلم تكن مما لزمنا في حياتنا الاكاديمية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى