أردنيون في سوريا ينتظرون على الحدود … “تفاصيل”

سواليف: غيث التل

لا تنتهي مشاكل الأردن المعقدة القادمة من جارته سوريا فما ان باشر النظام السوري وحلفائه حملته العسكرية على مناطق محافظة درعا حتى عانى الأردن من تدفق اكثر من 150 الف نازح إلى حدوده ، ما لبثوا ان عادوا جميعاً اثر مصالحات المعارضة والنظام في هذه المنطقة.

وعلى الفور طفت على السطح مشكلة مركبة تضغط على الحكومة الأردنية بشكل كبير وتتمثل في عدد من الأردنيين الذي حزموا امرهم بترك الصراع في سوريا والعودة إلى وطنهم الأردن مع عوائلهم وابنائهم.

وتقدر مصادر خاصة بسواليف من الداخل السوري عدد هؤلاء المنتظرين قرب الحدود الأردنية بــ13 عائلة يريدون الهروب من جحيم الحرب في سوريا والعودة إلى ارض الوطن مهما كان الثمن.

الأهالي يناشدون

يطالب أهالي اردنيين عالقين في سوريا بالسماح لأبنائهم بالدخول بعد سيطرة النظام السوري على مدينة درعا ومناطق واسعة في الجنوب السوري

وليد المغربي أب لابن ذهب دون علمه وإرادته في بدايات الحرب في سوريا ويقول انه لم يكن راض عن خروج ابنه ولا عن مشاركته للقتال في سوريا ولكن ما حدث قد حدث، مؤكداً ان ابنه اعتزل القتال منذ فترة طويلة جداً فقد توجه في بداياته للمشاركة مع “جبهة النصرة” في بدايات ظهورها ولكنه وبعد ظهور ما يسمى بتنظيم الدولة “داعش” وتقسم الجبهة لعدة فصائل متقاتلة ومتنازعة بينها فقد اعتزل ابن المغربي القتال وتنحى جانباً ولم يشارك في اي من المعارك والأحداث التي تبعت ذلك.

ويؤكد المغربي ان ابنه حزم امره بالعودة إلى الأردن منذ مدة طويلة إلى ان حدوث تفجير الركبان الإرهابي وقيام الأردن بإغلاق الحدود بشكل نهائي حال دون ذلك.

وحسب المغربي فإن ولده معاذ ليس وحده ومعه زوجته وطفلين ينتظرون على الحدود منذ بدء العملية العسكرية في درعا ويناشد بأن لا يترك معاذ الأردني عرضة للقتل على ايدي النظام السوري وميلشياته المتحالف معها، ويريد ان يعيده إلى الأردن وان تتم محاكمته محاكمة عادلة شأنه شأن اخرين عادوا وتمت محاكمتهم ونفذت بهم العقوبات المستحقة ثم مارسوا حياتهم الطبيعية بعد ذلك.

ولا يقبل المغربي من وطنه الكبير ان يرفض احتضان ابنائه فالوطن يوبخ ابنائه ان اخطئوا ويعاقبهم على خطأهم ويحاسبهم ولكنه بأي حال من الأحوال لا يلقي بهم للموت على ايدي مجرمين لا يعرفون الرحمة، “بهذه الكلمات ناشد المغربي كل المسئولين في الأردن بالنظر بعين من العطف لهؤلاء المنتظرين على الحدود”

اما علاء نصار فيؤكد ان جميع الاردنيين المتواجدين شأنهم شأن معاذ قد اعتزلوا القتال منذ مدة طويلة جداً ومع بدايات الانشقاقات في التنظيمات السورية ومع ظهور تنظيم الدولة وكانوا يقيمون في مناطق حيادية ولا يشاركون في اي معركة وان ما دفعهم لطلب العودة هو سيطرة النظام على هذه المناطق التي كانوا يعيشون بها وان مصيرهم ان بقوا مع النظام لا يخفى على احد.

ويتساءل نصار الذي ينتظر شقيقه القادم من سوريا: لماذا تمنع الحكومة ابنائها من العودة للوطن وتضع عازلاً بينهم وبين وطنهم مطالبا ً بعودتهم وعرضهم على المحاكم المختصة وان ينالوا عقابهم في حال ثبت عليهم اي امر.

وعود في الهواء

موقع سواليف تابع هذه القضية منذ بدايتها وعلم ان شخصيات كبرى من مدينة معان الأردنية والتي يشكل ابناؤها النسبة الأكبر من الأردنيين على الحدود تدخلت بهذا الأمر وأوصلته لأعلى المستويات وبالأخص لشخص رئيس الحكومة الدكتور عمر الرزاز وأنهم تلقوا وعوداً كبيرة بالسماح لأبنائهم بالعودة، لكن ولغاية الآن لم ينفذ اي شيء من هذه الوعود.

وكان النائب احمد الرقب قد وجه سؤالاً رسميا لرئيس الحكومة حول هذه القضية كما عقد اجتماع كبير في مدينة معان قبل عدة ايام بهدف تحريك القضية على اعلى المستويات ورفض ما يعتبر تجاهلاً حكومياً ومماطلة في القضية.

من جهته قال النائب حازم المجالي إنه أثار أمام رئيس الوزراء عمر الرزاز موضوع الأردنيين المحاصرين مع زوجاتهم وأبنائهم في درعا.

وأضاف المجالي في منشور على صفحته في “فيسبوك” أنه طالب الرزاز بأن يوعز للجهات المعنية بتأمين دخول الأردنيين المحاصرين للأردن، “خاصة وأنهم الآن معرضون لخطر الموت والاعتداء عليهم من قوات النظام السوري”.

وكشف عن أن حكومة الرزاز استقبلت قبل أيام بعضاً من قادة الفصائل السورية التي كانت في درعا، مشيرا إلى أنه “إذا كان هذا هو ما تم مع غير الأردنيين؛ فينبغي أن يتم استقبال المواطنين الأردنيين المحاصرين في درعا، وهم كما ذكر أهلهم اعتزلوا الأحداث منذ سنوات، وأبدوا الندم على ما كان منهم، ولم تكن لهم علاقة بأي تنظيم ارهابي، وهم الآن أمام خيارات كارثية مؤلمة بين القتل والاعتداء على أعراضهم وأطفالهم، وهذا لا يقبل به أي إنسان”

وتابع: “هؤلاء يبقون أبناء الأردن، ويبقى الأردن أبوهم وأمهم، وسأتابع قضيتهم، فكل لحظة تمضي تعني أن خطر الموت يقترب منهم، وحياة الأردني عزيزة علينا جميعا”.

لن تفتح الحدود

في حديث سابق مع موقع سواليف اكد مصدر عسكري رفيع المستوى ان قوات حرس الحدود واضحة ولا تهادن في امن الحدود وان التعليمات الصادرة إليها واضحة كوضوح الشمس وهي التعامل مع اي جسم يقترب من الحدود على انه عدو ويتم تطبيق قواعد الاشتباك معه على الفور منوهاً إلى ان الجيش لا يمكنه معرفة هوية ونوايا اي شخص يقترب من الحدود وان لا قرار رسمي بفتح الحدود لغاية الآن مطالباً من خرج من الأردن بصورة رسمية العودة إليها بالطرق الرسمية وعبر المطار او من اي منفذ رسمي وقانوني لا من الحدود المغلقة.

لا بوادر

المتتبع للموقف الأردني الرسمي والعارف بالسياسة الأردنية المتبعة منذ بدء الأزمة السورية وحتى يومنا هذا يدرك ان الأردن يمر اليوم في مرحلة الانتظار والترقب للأحداث القادمة وما ستؤول اليه الأمور في الداخل السوري وكيف سيتم حلها من قبل النظام السوري ولا يريد الأردن الرسمي الاستعجال في اي قرار خاصة اذا ما علمنا ان الاتصالات مع النظام السوري مازالت منقطعة رسمياً ولا حوارات مع النظام عن مستقبل الحدود والعلاقات في الفترة الحالية.

الأردن لا يخفي ارتياحه لسيطرة النظام على المنافذ الحدودية خاصة بعد الوصول لتفاهمات مع الجانب الروسي بتحييد الميليشات الطائفية ومقاتلي حزب الله عن معارك درعا وابعادهم عن الحدود الأردنية فيما يبقى الخطر القادم للأردن من تواجد ما يقارب الــ1500 مقاتل من جيش خالد بن الوليد المبايع لداعش في منطقة حوض اليرموك ويأمل الأردن بوصول النظام السوري لتفاهمات بترحيل هذا الجيش الى مناطق ادلب وإبعاد خطره عن الأردن او انتهاء هذا التنظيم من خلال معركة عسكرية يخوضها مع النظام السوري وحليفه الروسي.

ولذلك لا يضع الأردن في أولوياته النظر بقضية الـ13 عائلة المطالبة بالدخول إليه لأنه لا يأمن اي قادم الأن ويحاول المماطلة في الموضوع لحين اتضاح الرؤيا في الداخل السوري.

لا بوادر تلوح في الأفق لانفراج هذه الأزمة حالياً ولا يعتقد وجود نية لدى الحكومة الأردنية بإدخال اي شخص قادم من سوريا كائناً من كان مالم تحمل الأيام القادمة تطورات في القضية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى