جواد الكساسبة يستذكر الشهيد معاذ بكلمات مؤثرة

سواليف – رصد
تحت عنوان ” صقر الفرات” ، نشر المهندس جواد الكساسبة رسالة الى شقيقه الشهيد معاذ في ذكرى إسقاط طائرته وأسره قبل خمس سنوات.
وكتب جواد عبر صفحته الشخصية في الفيسبوك:
أكتب هذه الكلمات، في مثل هذا التوقيت و في مثل هذه الليلة بتاريخ 23\12\2014، كان آخر إتصال لي بشقيقي البطل الشهيد معاذ الكساسبة و كان الاتصال لشأن خاص و اعتيادي بين الإخوة، كنت حينها في منزل أحد الأقارب في عمان، و لم أكن أدرك بأن هذه آخر كلمات اسمعها منه، و لا أنكر بأنه أثناء هذه المكالمة تسلل إلى نفسي هاجس الخوف و الريبة من خلال صوته و كلماته و تعابيره التي كانت توحي بشيء غريب حيث أنه إستعجل الحديث و أخبرني بأنه تكلف بمهمة في سوريا غريبة عليه رغم أنه الطيار الماهر و ليست بجديد عليه تكليفه بالمهمات الجسيمة و لكنه أضاف إضافة غريبة بالتشديد عليه و التعليمات من قائده في القاعدة الجوية وهو بحالة من الريبة و الاختلاج، و أنهى مكالمته بعبارة ( القايد بنادي علي، بشوفه و برجعلك ) و لكنه لم يعد، بل عاد و لكن ليس لي بل لإحدى أخواته التي كان يحدثها و يوصيها و كأنه يودع كلانا، نمنا ليلتنا، و لكن أظن أنه لم ينم و هو يحضر ليوم عرسه و إرتقائه.

صبيحة اليوم التالي، 24\12\2014، صلى صلاته و دعا دعاؤه و إمتطى صهوة طائرته F16 و انطلق شمالاً، سوريا، الرقة، مؤمناً بالله و بوطنه و ممتثلاً لأمر قيادته بمهاجمة الدواعش الخوارج في عقرهم، كان قائداً لتشكيل من الطائرات من جنسيات مختلفة من التحالف الدولي، كان أحدهم زميله الطيار الاردني الذي يصغره بالرتبة العسكرية.

و كعادة الذئب القائد كان أول الطائرات في التشكيل، و كعادة الصقر الذي يهاجم وحده كان ينخفض إرتفاعا عنهم ليحظى بالشرف، و لكن يد الغدر و الخيانة طالته لتسقط طائرته بصاروخ غادر مجهول، و هو البطل الذي لا يرضى الهوان فقفز بمظلته رغم معرفته بما ينتظره و إجتمعت على الصقر الجريح غربان الظلام و الضلال و آذوه في نفسه و في جسده و في دينه، و لم يرقبوا فيه إلاً و ذمة، و لم يمهلوه الا خمسة أيام عجاف فقتلوه شر قِتلة و كلٌ شاهدٌ عليها و مثلوا به شر تمثيل لم يشهد البشر مثيله، و استغلوا عاطفتنا و حرصنا بالكذب الذي استمر 42 يوما من المفاوضات الكاذبة و نحن نرقبه كل لحظة حتى خرج المشهد المهول بالفيديو المشؤوم.

يا معاذ عشت عزيز النفس رافع الرأس و رفعنا رؤوسنا بك و أطلقنا شعار إرفع رأسك أنت أردني تيمناً برفع رأسك لحظة إرتقائك شهيداً في سماء الدنيا عند مليك مقتدر، رحمك الله يا غالي، و جعلك مقبولاً في السماوات كما كنت في الأرض و رحم الله شهداء الوطن سائد و راشد و معاذ و معاذ و العم و إبن أخيه حسونة، و جميع الشهداء الأبرار الذين لم يسعني ذكرهم جميعاً، و حفظ الله الوطن أمناً مستقراً من كل سوء.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى