المستشار الاقتصادي الرواشدة .. العالم يسير الى انهيار اقتصادي وليس الى تعافي خلال عام 2021

سواليف
كتب .. المستشار الاقتصادي الدكتور محمد الرواشدة تحت عنوان ” العالم يسير الى انهيار اقتصادي وليس الى تعافي خلال عام 2021″

من متابعتي المتواضعة للأحداث التي تجري في العالم والمؤشرات الاقتصادية التي يصدرها البنك الدولي وصندوق النقد الدولي فإنني أتوقع انهيارا اقتصاديا عالميا خلال عام 2021 يعزز ويعمق الانكماش الاقتصادي الذي من المتوقع ان يصل الى 4.4% بالسالب للعالم باكمله خلال عام 2020 واتوقع ان يزيد هذا الانكماش وتزداد حدته للأسباب التالية :
اولا: الفايروس لن ينتهي خلال عام 2021 بل من المتوقع مواجهة سلالات جديدة من الفايروسات تضرب العالم مجددًا وتنتشر شبئا فشيئا من بريطانيا الى أوروبا والولايات المتحدة ودول المنطقة العربية وتمتد الى العالم باكمله .
ثانيا : دول العالم باكمله تواجه انكماشا اقتصاديا قاسيا خلال عام 2020 وستتجه معظم هذه الدول للاستدانة وبالتالي زيادة الدين وهذا يعني عبء مالي كبير على الأجيال القادمة وهذا بدوره سيحد من النمو الاقتصادي بالعالم برمته.
ثالثًا : القطاع الصحي في العالم باكمله اثبت عجزه وقصوره في التعامل مع مثل هذا الفايروس وبالتالي سيظهر الهلع والخوف والقلق من الإصابات المتزايدة وأعداد الوفيات الكبيرة بالعالم باكمله وهذا سيزيد من حالة عدم اليقين والتي تعني ضبابية في الطلب والعرض على السلع والخدمات وهذا يعني مخاطر كبيرة جراء اي استثمار لأصحاب رؤوس الأموال.
رابعًا : من المتوقع ان يؤثر ذلك مجددا على البورصات العالمية والعربية بشكل سلبي وعلى تراجع كبير في أسعار النفط ولكن ليس بنفس التراجع الكبير الذي شهدناه في شهر نيسان من هذا العام ، كذلك ارتفاع كبير بأسعار الذهب كملاذ آمن للاستثمار .
خامسا: سيستمر القطاع السياحي بتراجعه وجموده خلال عام 2021 ، وكلنا يعلم ان العديد من الدول تعتمد على القطاع السياحي كمصدر مهم للعملة الصعبة والإيرادات وهذا لن يتحقق خلال العام القادم فمثلا دولة مثل تركيا او البرازيل او لبنان او مصر كشان معظم الدول ستتضرر بشكل كبير من تراجع القطاع السياحي كذلك الحال بالنسبة للأردن الذي يشكل القطاع السياحي فيه حوالي 11% من الناتج المحلي الإجمالي، وسيستمر التراجع أيضا في قطاع الطيران وسيحقق خسائر كبيرة جراء عدم الإقبال على السفر خوفًا من الفايروس .
للاسف الصورة سوداوية وهنا اود ان اسجل اختلافي الكبير مع صندوق النقد الدولي الذي يظهر بمؤشراته ان العالم سيتعافى بشكل سريع وإيجابي 3% خلال عام 2021 أتمنى ان اكون مخطئا لكنني اجد ان ما تحدثت به واقعيًا ضمن منظومة عالمية عاجزة عن مواجهة الفايروس وعاجزة عن تقديم حلول اقتصادية مقنعة خلال المرحلة القادمة تنقذ الشعوب من الجوع والفقر والتعطل والضياع .
قوى العالم ستتغير واعتقد ان الصين ستتربع على قمة العرش كأقوى قوة اقتصادية في العالم وستتجاوز الولايات المتحدة أشواطًا كبيرة بسبب نجاحها الهائل في التعامل مع الفايروس وقدرتها الهائلة في التعامل مع الفايروسات القادمة ، والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هل العالم سيفكر بأنماط جديدة من شبكات الأمان الاجتماعي لإنقاذ الشعوب وهل نحن مستعدون للتفكير؟؟؟؟!!!!!!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى