( احيه يا ابو سوسو)
عمران ياسر الخصاونة
قد يبدو العنوان غريبا ومستهجنا الا انني لم اجد اكثر منه تعبيرا لمضمون المقال ، احيه يا ابو سوسو جملة قالها الفنان المصري “سعيد صالح” في مسرحية “العيال كبرت” عندما اراد ان يخبر والده بأن اخته قررت ان تمتهن الرقص وتعمل راقصة في احدى (الكبيرهات).
غالبية مكونات مجتمعنا الاردني تابعت تلك المسرحية وضحكت بشدة على ذالك المشهد، حينها لم يخطر ببال اي منا ان الكثير من (الذكور –ولا اقول الرجال-) في مجتمعنا سيصبحون ابو سوسو وسيتجاوزون قيم واوامر ديننا الاسلامي الحنيف وعاداتنا وتقالدينا وان نرى ما نراه اليوم من ممارسات تقشعر لها الابدان, فالاب الذي لا يسمح لبناتة بالبقاء خارج المنزل لبعد منتصف الليل اصبح متخلفا في نظر بناتة وفي نظر دعاة التحضر والانفتاح كما تحلو لهم التسمية، فأبو سوسو يشاهد سوسو يوميا مرتدية ملابس فاضحة خجلت بنات الهوى ارتدائها ومع ذلك لا يتحرك له ساكن، الكافيهات تعج ليلا ونهارا بسوسو وصديقاتها، سوسو تعود الى المنزل بمزيج من رائحة عطرها القوية وبقايا رائحة الارقيلة التي بقيت عالقة بثيابها…
المفارقة ان ابو سوسو هو اول المصلين في الصف الاول بصلاة الفجر، ابو سوسو في لقاء الاقارب والاصدقاء يجلس واضعا الرجل فوق الرجل محدثا الجميع عن القيم وضرورة الالتزام بالدين، ابو سوسو يبحث لابنة عن زوجة صالحة كي تصلح له حاله..
