حمّام الهنا

#حمّام_الهنا / #يوسف_غيشان

الجنون فنون، كما يقولون، لكن هناك جنونا يأتي بدون فنون ولا من يفنّنون، وهو يتأتى من منظومة من المصادفات المزعجة التي تكسر روتينك الطبيعي بشكل فج، ويتكفل الانفعال بإيصالك الى حافة العقل، حيث الجنون المطبق (تندرج علميا تحت مسمّى قانون مورفي).
لاحظ مثلا، أن هاتفك يستمر في الصمت طوال النهار، لكن ما أن تنزل تحت الدش، حتى يشرع الأخ بالزغردة والرنين، ولا يتوقف إلا إذا أخرجت يدك المكتظّة بالشامبو، وكبست…. فيتوقف الرنين، ولن تمسك الرقم، وسوف يعيد تلفونك الكرة إذا رجعت الى اتمام استحمامك، حتى يخرب الهاتف……………..حمّام الهنا.
تمشي في الشارع، وتتمنى ان لا ترى شخصا ما-لأسبابك الخاصة التي لن نخوض فيها هنا-لكنك تتفاجأ أنك ستراه في كل مكان، فيما ما كنت لتجده أبدا لو رغبت في ذلك……صدفة خير من مليون ميعاد.
جهازك الإليكتروني لا يعمل، رغم محاولاتك الكثيرة لإصلاحه، فتأخذه الى محل الاليكترونيات، وتشرع في شرح العلة للفني المناوب، لكنك تتفاجأ أن الجهاز سوف يعمل عند الرجل قبل أن يلمسه ويبدو الهاتف نشطا وجديدا لكأنك اشتريته للتو…………..ياللإحراج.
أنت متأخر وتنوي الوصول في الوقت المناسب بشكل ضروري، تسير مسرعا في سيارتك، لكنك ما أن تصل إلى إشارة ضوئية حتى تفقعك باللون الأحمر، فتتوقف، وهكذا، حتى تصل متأخرا مهما أسرعت…يا للخسارة.
تنوي فتح باب البيت، وأنت مزنوق تماما، فتبدا بسلسلة المفاتيح، وتدخل كل المفاتيح في ثقب الباب، أو تحاول ذلك، على الأقل، لكنك لن تنجح في فتح الباب، إلا في المفتاح الأخير …يا للحقارة.
أنت تبحث عن شيء ما، لسبب ملح جدا، لكنك لن تجده، مع أنك كنت تراه كل يوم بوجهك أنى ذهبت في البيت أو في المكتب أو في السيارة …. يا للشرارة.
الشرارة الأكبر، أنك إذا اشتريت ساندويشة شاورما وأكلتها، فلا تشبع، وتكون قد خسرت ترتيبك على الدور، في المرة التالية، تتشاطر، فتشتري ساندويشتين، المؤلم أنك عندها سوف تشبع من الساندويشة الأولى.
أردت هنا ان أضيف مجموعة من التنكيدات على جنابك لكني لم أعرف من أين أبدا لكثرتها وتزاحمها داخل ما تبقى من خلايا الدماغ. لذلك تركت هذه المهمة على عاتقك …. وأنا قبّعت معي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى