.حدّ الكلمة

[review]الثلاثاء 13-4-2010

قبل عامين أو يزيد كتبت مقالاً عن ذات الموضوع ، تحت عنوان "ملافظ السعد"..وها أنا أجد نفسي مضطراً للكتابة فيه ثانية ..كما انني لن أتردد بالكتابة فيه ثالثة ورابعة وعاشرة..ما دمنا نستخدم ذات الأوصاف ونقبض على نصل نفس (الكلمة) وهي تمر على عيون الآلاف..

استفزني عنوان تصدّر الصفحة الأولى من ملحقنا، مكتوب بخط عريض " 96 الف فتاة في قطار العنوسة"..واستفزني الاسراف في استخدام اللفظين "عانس" و"عنوسة" في التقرير..علماً أن هذا التقرير ليس الوحيد الذي "دجّ " هذا الكلام كعنوان رئيس ..فلا يكاد يمر شهر الا ونقرأ عنواناً هنا او نشاهد خبراً تلفزيونياً أو نسمع تقريراً اذاعياً هناك يتحدث في نفس الموضوع وبنفس الألفاظ القاسية ..وكأن هذه الوصمة المؤلمة اجتماعياً "عانس" هي من صنع الفتاة وحدها وعليها أن تتحمل وزر "الكلمة" دون ان يشاركها الرجل هذا الرجس..

قد يعتقد البعض اننا نبالغ بالقصة، لكن صدقوني ، أنا كرجل أشعر بضيق وحرج وحزن عندما اسمع اللفظ آنف الذكر ومشتقاته ، وأحزن أكثر عندما أتخيل أن عشرات ألألاف من الفتيات قد قرأن التقرير ومضين في التفكير والتحسر وجلد الذات والقسمة ولو لدقائق ..فبأي ذنب يُجرح شعورهن ويلتهب وجعهن المزمن بلفظ أوحد ضقنا به وضاق بنا منذ التاريخ لا نستطيع استبداله او "تلطيفه" حتى ..
**
ماذا لو قلنا: "96 الف فتاة لم يدخلن القفص الذهبي بعد".."96 الف امرأة لم يسبق لهن الزواج"..أو "96 الف صبية في سن الزواج"..او أي لفظ آخر تراه الناشطات في حقوق المرأة بديلاً مناسباً عن الكلمة البائسة "عانس"..

مقالات ذات صلة

أرجوكم اذا لم نتمكن من وضع حل للمشكلة ككل ..دعونا نضع حل "لعنوانها" على الأقل..
أو…
( غطيني يا كرمة العلي ما فيش فايدة)

احمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى