خطابات لا محل لها من الإعراب! / هبة إميل العكشة

خطابات لا محل لها من الإعراب!

لم أعد أهتم بالخطابات السياسية للزعماء العرب منذ أن بدأتأقرأ الأخبار, واستمع لتصريحاتهم, وأحاول عبثاً أن أفهم ما يجري حولي؛ لذلك أَرحتُ نفسي من هذا العناء ونفّذت وصيّة نزار قبّاني عندما قال “إيّاك أن تسمع حرفاً من خطابات العرب فكلّها نحوٌ وصرفٌ وأدب”… لكن هذا لم يمنعني من متابعة أخبار ومستجدّات مؤتمر القمة العربية على المواقع الإلكترونية ومشاهدة بعض المقتطفات من خطابات المشاركين في المؤتمر, وأقول لنزار قباني … لم يعد هناك نحو و أدب في خطاباتهم, حتى أن بعضهم بالكاد كان يتهجى حروف خطابه.

بدأتْ أحداث مؤتمر القمّة إذن, وكنت أتفقّد صفحة الفيسبوك بين الفينة والأخرى لمتابعة ما تنشره المواقع الإلكترونية على صفحاتها. إنّ أول ما قد تتوقع أن تنشره وسائل الإعلام في حدثٍ كبير كهذا, هو اقتباسات من خطابات الزعماء أو تحليل سياسيّ لبعض تصريحاتهم, لكن المفاجىء أن الإعلام والناس انشغلوا بعثرات الرؤساء… وسقوطهم… وتلعثمهم في قراءة الخطابات. أخذت الكاميرات ترصد النائم من المشاركين في المؤتمر وأخرى رصدت انسحاب بعضهم عند ابتداء خطاب آخرين.

وهنا فكّرت في الأمر قليلاً, لماذا قد يغفل الصحافيون عن وضع أخبار عن خطابات الزعماء التي تشكل الجزء الأهم والأكبر من المؤتمر؟
تذكّرت ما درسته في دبلوم الإعلام, حيث عرّفَ أحد أساتذتي “الخبر” على أنه “معلومة جديدة” … وبهذا وضعتُ احتمال أن تكون الخطابات مكرّرة وليس فيها من جديد!!
أما الاحتمال الثاني هو أن المواقع الإلكترونية عادة تنشر ما يجذب القارىء, ولأن المواطن العربي فقد ثقته بالخطابات ولم يعد يهتمّ لما يقوله الرؤساء؛ قررت المواقع الإلكترونية عدم التركيز على هذا الموضوع.

مقالات ذات صلة

وصل المؤتمر نهايته, هذه المرة قررتُ متابعته على التلفاز, فيبدو أن المواقع الإلكترونية لم تعطِ المؤتمر حقّه !!!
انتهى الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط من قراءة البيان الختامي … كان الخطاب يشبه شيئاً سمعته من قبل أو في الغالب شيئاً درسته في مادة التربية الوطنية! كان مليئاً بالمواعظ والتوصيات,لم يقدّم حلاً ولم يعطِ أملاً…بل كان مجرّد توثيق لمشكلاتنا, ستقرؤهالأجيال القادمة وتحفظه من أجل امتحان التربية الوطنية!

هبة إميل العكشة
hebaakasheh07@gmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى