بضاعتكم ردت إليكم
عزم أبناء يعقوب بنو اسرائيل الذهاب إلى مصر ، فقد أصابهم القحط ولحق بهم الجدب ، ومصر كذلك أصابها القحط والجدب بيد أن عزيزها احتاط لهذه السنين العجاف وأعد لها .
جهزوا أنفسهم وعقدوا أمرهم ، فأعدوا رحالهم ومطاياهم ، وجمعوا بضاعتهم وحملوها ، فأنطلقوا آملين بالحصول على بعض الحنطة فيميرون أهلهم ويتفادون القحط والجدب .
بعد عناء السفر الطويل وصلوا وما معهم من بضاعتهم المزجاة الرديئة أرض مصر ، فقدموا مكان الحنطة ، فقدموا ما معهم من بضاعة ، فجهزت لهم حنطتهم بفضل أخيهم عزيز مصر .
قبل مغادرة مصر جعلت بضاعتهم الرديئة في رحالهم ، فأخذوا حنطتهم وعادوا بها ، فوصلوا أرض كنعان ولما فتحوا الحنطة فرحين وجدوا بضاعتهم التي قدموها قد ردت إليهم .
قبل قرابة شهرين جرت الإنتخابات النيابية ، فأعد الناس لها ، فعقدوا الإجتماعات وألقوا الكلمات ، ونصبوا المقرات وأقاموا المهرجانات ، وكان المرشحون كثرا ، فتقدم الناس وأدلوا بأصواتهم واختاروا بضاعتهم من بين المترشحين وأوصلوهم إلى قبة البرلمان .
بالأمس قبل بضعة أيام كان يوم التصويت على الحكومة وبيانها الوزاري وطاقمها من قبل بضاعتنا التي قدمناها وهي نوابنا ، فمنحت حكومة تشويه المناهج الثقة ، وأخذت نفس الحكومة التي وقعت إتفاقية الغاز المشينة أيضا الثقة .
أيها الناس عندما تكن بضاعتكم مزجاة فلا تنتظروا إلا الثقة ، وحين تكون جل بضاعتكم رديئة فأرتقبوا القحط ، وترقبوا أربع بقرات عجاف ومثلهن سنبلات يابسات .
أما آن الأوان أن نعيد حساباتنا وكيفية اختيار بضاعتنا ?!?! ، آما آن لنا أن نبتعد عن العشائرية الضيقة لنقدم بضاعة غير مزجاة ?! ، وإلا فلا تلوموا البضاعة بل لوموا مختاريها أي لوموا أنفسكم .
أيها الناس ، هذه بضاعتكم التي قدمتموها بالأمس ردت إليكم اليوم ” ثقة ” ولعيون عادل .
أحمد عياصرة .
السبت
26/11/2016