مارادونا من”البراق” الى دعم القضية الفلسطينية!

مارادونا من”البراق” الى دعم القضية الفلسطينية!
لا أحد بامكانه أن ينكربأن اللاعب الأرجنتيني دييغو مارادونا هو أسطورة تاريخية في كرة القدم, وعلى هذا الأمر يشهد له القاصي والداني.وفي العام الماضي بدأ هذا النجم الأسطورة عمله كمدرب لنادي الوصل أحد أندية دولة الإمارات العربية المتحدة, والذي يقع في إمارة دبي، في منطقة زعبيل, يعد نادي الوصل صاحب أكبر قاعدة جماهيرية في الإمارات، كما يمتلك تاريخا عامرا بالبطولات وبالأرقام القياسية.
دييغو أرماندو مارادونا كان لاعب كرة قدم أرجنتيني, ويعتبراللاعب الأكثر إثارة للجدل في تاريخ الكرة ويعتبره الكثيرون بأنه أفضل لاعب في تاريخ كرة القدم. لعب في أربع بطولات كأس العالم، بما في ذلك بطولة المكسيك عام 1986، حيث قاد الأرجنتين بالفوز على ألمانيا الغربية في المباراة النهائية، وفاز بجائزة الكرة الذهبية بوصفه أفضل لاعب في البطولة. في نفس البطولة في جولة الربع النهائي، سجل هدفين في المباراة التي جمعتهم مع منتخب انجلترا بنتيجة 2-1 وهما الهدفان اللذان دخلا تاريخ كرة القدم، لسببين مختلفين, الأول كان عن طريق لمسه بيده المعروفة باسم “يد الله”، في حين أن الهدف الثاني سجله من بعد ستين مترا, راوغ بها لاعبي منتخب انجلترا الستة، تم اختيار ذلك الهدف هدف القرن العشرين. تم توقيفه من كرة القدم لمدة 15 شهرا في عام 1991 بعد ثبوت تعاطيه مخدرات الكوكايين، في إيطاليا، وتم ارساله إلى بلاده من كأس العالم 1994 في الولايات المتحدة بعد ثبوت تعاطيه مادة الايفيدرين. بعد تقاعده من اللعب في 37 في عام 1997, اكتسب وزنا زائدا، وعانى من اعتلال صحته، والآثار المترتبة على تعاطي الكوكايين. في عام 2005، ساعدت عملية تدبيس المعدة السيطرة على زيادة وزنه، وتغلب على إدمانه للكوكايين. سلوكياته قد عملت على خلاف مع الصحافيين ومدراء الرياضة, على الرغم من انه كان قليل الخبرة الإدارية، وأصبح مدربا للمنتخب الأرجنتيني في نوفمبر تشرين الثاني 2008، بعقد عمل لمدة ثمانية عشر شهرا، حتى انتهاء عقده بعد كأس العالم 2010.
وأثناء بطولة كأس المحترفين المقامة حاليا أكد أسطورة كرة القدم الأرجنتيني دييغو مارادونا أنه “أكبر مشجع ومؤيد للشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية”، مضيفاً، “هذا موقفي الذي لن أتنازل عنه،ولايهمني غضب أحد”, ويقصد بذلك الكيان الصهيوني. وقال مارادونا في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية “د.ب.أ”، في دبي، إنه “يكن احتراماً كبيراً جداً للفلسطينيين، ويتعاطف معهم كثيراً”. وأشار إلى أنه ينظر لشعب فلسطين، مثل نظرته لحفيده الصغير بنجامين “عامان”، فهو يحتاج إلى مساندة ودعم كبيرين.
وتابع “وعدت أعضاء من منتخب كرة القدم الفلسطيني بزيارة فلسطين، وأنا أؤيد قضية هذا الشعب، لأني تربيت على الكفاح والتصدي للظلم، وفلسطين بلد مكافح”، متابعاً “أنا المشجع رقم واحد للشعب الفلسطيني”. وقد أثارت تصريحات دييغو مارادونا هذه جدلاً واسعاً في الساحة العربية التي انقسم جمهورها بين مصدق لمشاعره ومكذب لها خصوصاً فيما يتعلق بموقفه من القضية الفلسطينية التي أخذت تلقى تأييداً من الأسطورة الأرجنتيني في وقت لم يغفل آخرون ما بدر منه حين كان لاعباً بإعلانه الرسمي وقفته مع الكيان الصهيوني. ويذكر بأن مارادونا قد قام بزيارة الكيان الصهيوني عدة مرات عندما كان لاعبا في صفوف منتخب بلاده, وفي احدى الزيارات وقف أمام حائط “البراق” في مدينة القدس، الذي يطلق عليه اليهود حائط “المبكي”، وقد اغرورقت عيناه بالدموع كما يفعل زواره من اليهود. وفي عام 1986 أهدى مارادونا كأس العالم الذي فازت به بلاده للكيان الصهيوني، ردا على قيام ايطاليا بإهداء الكأس للفلسطينيين قبل ذلك بأربع سنوات، تضامنا مع رجال الثورة الفلسطينيين الذين كانوا يتحصنون في بيروت في الوقت الذي تجري فيه مباريات مونديال 1982.
وسبق لمارادونا أيضا أن أبدى استعداده للمشاركة في فيلم وثائقي يتحدث عن كرة القدم في إسرائيل، وكان من المقرر أن تنتجه شركة يهودية تتخذ من الأرجنتين مقرا لها، إلا أن أسباب فنية أدت لتعثرالمشروع قبل البدء بتنفيذه. وتجدر الاشارة بأن مارادونا كان قد نجح في خطف الانظار خلال مونديال جنوب افريقيا، وبعد أن انتهت منافسات دور الستة عشر من البطولة، فقد باتت الأنظار تتجه أكثر فأكثر نحو هذا الرجل الذي شغل محبي كرة القدم لاعبا ومن ثم مدربا. وفي الوقت الذي أبدى فيه العرب امتعاضا من مارادونا، عندما زار مدينة القدس مجاملة للكيان الصهيوني و”ذرف دموع التماسيح” على حائط البراق الذي يسميه اليهود “حائط المبكى”، فإن مارادونا عاد بعد حين وقد تحول بمقدار 180 درجة، واختار الاقتراب من دول أميركا اللاتينية، التي تتقاطع في مواقفها السياسية مع أميركا وهذا الكيان على وجه التحديد، فكانت صورة مع الرئيس الكوبي السابق فيدل كاسترو والرئيس الفنزويلي هوغو شافيز، قد أثارت الجدل وحفيظة الصهاينة في الوقت ذاته، لا سيما وأن مارادونا أعرب عن أمله في لقاء الرئيس الايراني أحمدي نجاد، حيث أهدى مارادونا القائم بالأعمال الإيراني في العاصمة الأرجنتينية محسن بهرواند قميصا يحمل توقيعه، وطلب منه إهداءه للشعب الإيراني. ويبدو مارادونا بحسب وجهة نظر الكثيرين غير قادر على تحديد اتجاهاته الفكرية والسياسية، ذلك أنه ومع اقترابه من تلك الدول التي على خلاف مع أميركا والصهاينة، فإنه في الوقت ذات يذهب لزيارة متحف الهولوكوست في العاصمة الأرجنتينية بوينس ايرس، لكي”يتعرف على جرائم النازية” وفق مزاعم زعيم المجمع اليهودي في الأرجنتين ألدو دونثيس. لا أريد الخلط ما بين الرياضة والسياسة, ولكن من الواجب احترام أنفسنا, فمن هو يا ترى مارادونا الذي يجعل مدرب منتخب فلسطين لكرة القدم جمال محمود في الموجود حاليا مع منتخبنا في دبي باستعراض قميص المنتخب الفلسطيني وتقديمه دعوة بزيارة فلسطين, وكيف يفخر مشجعو نادي الوحدات الأردني العريق بأن بعض اللاعبين من فريقهم التقطت لهم صورة مع مارادونا وهو يرفع السكارف الخاص بتشجيع الوحدات. ويقول البعض من ضعفاء النفوس, أليس من حقنا أن نسأل أمام هذا التحول الجذري في مشاعر هذه اللاعب المثير للجدل:هل بالفعل تبدلت مواقف مارادونا من القضية الفلسطينية؟ وماذا عن صدق مشاعره تجاه العرب والفلسطينيين تحديداً؟, أم أن تصريحاته فيها مصلحة له بصفته مدرباً لفريق عربي؟, وهل سنشاهد مارادونا يقود حملة أسطورية لتنظيم مباراة يكون طرفاً فيها ويدعو لها أساطير كرة القدم في العالم ليقدم دعماً حقيقياً لفلسطين وشعبها؟. والجواب:نحن لسنا بحاجة الى أمثال مارادونا ليقوموا بدعم قضيتنا, هذه القضية التي فشلت جامعة الدول العربية من حلها والوقوف الى جانب أبناء الشعب الفلسطيني ومكتفية بقرارات الاستنكار وخيبة الأمل من جرائم الصهاينة التي ارتكبوها ولا يزالون بحق اطهر وأعدل قضية في التاريخ المعاصر. والى أتباع مارادونا من العرب وما حدث في التصفيات الأخيرة في الامارات أقول:عليكم ألا تنسوا ما قاله ذاك المريض نفسيا حينما وقف أمام الحائط”البراق” المبكي في مدينة القدس المحتلة:لو أن قدمي عربية لقطعتها..فعلا اننا أمة ضحكت من جهلها الأمم..أمة تتعامل مع القشرة وتنسى اللب..أمة عاطفية الى أبعد الحدود.

د. صلاح عودة الله-القدس المحتلة
البريد الالكتروني : sodallah@gmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى