عودة إلى التاريخ

عودة إلى التاريخ
موسى العدوان
عندما اجتازت القوات #النازية بولندا في أول سبتمبر ١٩٣٩، أعلنت #فرنسا و#بريطانيا الحرب على #المانيا في الثالث من سبتمبر. لكن #هتلر سخر من بيان باريس ولندن، ومن تمركز قوات البلدين للعمل على إيقاف قواته من تحقيق أهدافها.
كان رئيس الوزراء البريطاني في ذلك الوقت #تشمبرلين رجلا مسالما، فذهب بنفسه عام ١٩٣٨ ثلاث مرات إلى ميونخ، لاسترضاء هتلر والبكاء بين يديه، كي لا يشعل الحرب في أوروبا. ولكن هتلر سخر من الرجل العجوز، الذي اعتقد أن هتلر سيستجيب له ويحقن الدماء.
بيد أن مطامع هتلر كانت واسعة، ولن توقفها تضرعات تشمبرلين أو غيره، وعليه فقد احتل هتلر النمسا، ومن بعدها هولندا، واحتل الروس فنلندا، وانسحبت القوات الفرنسية من اللورين إلى خط ماجينو.
استقال تشمبرلين واتجهت الأنظار إلى وزير البحرية تشرشل، فأسند له تشكيل الوزارة، التي عرفت فيما بعد باسم
” وزارة النصر “.
وضع تشرشل في حسبانه النصر فقط لا غير، وأعلن للشعب عند توليه المنصب ما يلي :
” ليس لدي ما أقدمه لكم سوى الدماء والتعب والدموع والعرق. سنقاتل بكل قوانا . . وإذا ما تساءل أحد عن الهدف الذي أسعى إلى تحقيقه . . قلت له النصر . . النصر يأي ثمن . . النصر بالرغم من كل الأهوال والمتاعب التي سوف نواجهها .
لم يكن هذا الرجل يخاف الموت، وتاريخه العسكري يشهد له بذلك. فعندما كانت الطائرات الألمانية تقصف لندن، كان يصعد إلى أعلى سطح المبنى السري الذي اتخذه مكتبا له، وأمام احتجاج رئيس حرسه، كان يبتسم ثم يظل واقفا يتطلع إلى الحرائق ويرى آثار القصف، وأحيانا يستقل سيارته بنفسه ويجوب الشوارع، ويتفد المستشفيات ومحطات مترو الأنفاق، التي استخدمت كملاجئ للشعب وللنوم ليلا.
كان الإنجليز يتوقعون الغزو الألماني لجزيرتهم في أي وقت، ولكن تشيرشل كان يقول للأمان في خطبه :
” نحن في انتظاركم، والأسماك كذلك . . سنقاتل على شواطئنا . . سنقاتل على تلالنا . . سنقاتل في مدننا وقرانا . . ولن نستسلم أبدا. لن تربح المانيا الحرب ما لم تخصع إنجلترا . . ولن تستطيع أن تخضعها “.
خسر هتلر معركة بريطانيا، وبهذا سجل أول النقاط في نهايته ونهاية النازية وخسر الحرب العالمية الثانية.


التعليق : هكذا هم القادة العظام، الذين يبرزون في الأوقات الحرجة، يرفعون معنويات مواطنيهم وجيشهم، ويؤمنون بقدراتهم في الدفاع عن وطنهم. لا كما تحدث الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية قبل أسابيع، عندما قلل من القدرات العسكرية لقواتنا المسلحة. وبالرغم من فعله هذا، ما زال ينعم بخيرات كرسيه، لا تأتيه الإقالة من أمامه أو من خلفه، ولله في خلقنا شؤون وشؤون . . !
التاريخ : ٧ / ٥ / ٢٠٢١

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى