مصر: مظاهرات واعتقالات تسبق الذكرى الخامسة لثورة يناير

دشن رافضو الانقلاب العسكري فعاليات الأسبوع الثوري الجديد “الثورة جامعة”، الذي دعا إليه “التحالف الوطني لدعم الشرعية”، في عدد كبير من المدن المصرية.

وكشف مصدر أمني بمديرية أمن الإسكندرية،  قيام قوات الأمن بحملات مداهمة للمنازل، واعتقالات واسعة في صفوف رافضي الانقلاب، وأكد عضو هيئة الدفاع عن المعتقلين بالإسكندرية مصطفى محمد، اعتقال واحتجاز العشرات، من بينهم أطفال.

وفي هذا السياق، خرجت مظاهرات في محافظة الشرقية التي شهدت مقتل ثلاثة طلاب من أبنائها، بمدينة “العاشر من رمضان”، على يد قوات الأمن، رفع المشاركون خلالها صور الطلاب الثلاثة، متوعدين بـ “القصاص لدمائهم”.

وانطلقت التظاهرات الغاضبة من مدن فاقوس، والإبراهيمية، وديرب نجم، وأبو حماد، والزقازيق وأبو كبير، وكفر صقر، والحسينية، وسط مشاركة واسعة من شباب الحركات الثورية وحركات “نساء ضد الانقلاب” و”طالبات ضد الانقلاب”.

وفي مدينة أبو كبير، بالشرقية، نظم شباب الحركات الثورية مسيرة بالدراجات البخارية، انطلقت من أمام قرية هربيط، وجابت عدداً من القرى، رافعين شارات رابعة العدوية، وأعلام مصر، وصور الشهداء والمعتقلين.

كما انطلقت في الإسكندرية، شمالي مصر، الفعاليات الصباحية من مدن؛ العامرية، وبرج العرب، ودعا المشاركون إلى الاحتشاد في “موجة 25 يناير” الثورية لإسقاط الانقلاب.

وبالموازاة مع المظاهرات في الإسكندرية، شنت أجهزة الأمن بالمحافظة حملة مداهمات واعتقالات في صفوف القوى المعارضة، وكثفت من تواجدها بالشوارع والميادين العامة، بحسب مصادر أمنية وحقوقية متطابقة.

وقال مصدر أمني بمديرية أمن الإسكندرية  إن أجهزة الأمن شنت، حملة مداهمات واسعة لمنازل معارضي النظام في مناطق مختلفة بالمحافظة، واعتقلت خلالها عدداً من المنتمين لجماعة “الإخوان المسلمين” بتهمة “المشاركة في المظاهرات والقيام بأعمال شغب، والتحضير لأعمال عنف”.

وأشار المصدر ذاته إلى أن حملة أمنية بأحياء المدينة شارك فيها ضباط إدارة البحث الجنائي، والأمن الوطني، وقوات الأمن المركزي، أسفرت أمس عن اعتقال خمسة “متهمين” مطلوب ضبطهم وإحضارهم على ذمة قضايا “عنف وشعب وتحريض على التظاهر والانضمام لجماعة الإخوان المسلمين، ومحاولة قلب نظام الحكم تعطيل القانون والدستور”.

وأوضح عضو هيئة الدفاع عن المعتقلين بالإسكندرية مصطفى محمد، لـ”العربي الجديد”، أن حملة اعتقالات واسعة نفذت، خلال الأسبوع الماضي، بحق أعداد كبيرة من رافضي الانقلاب ومعارضي النظام المصري الحالي، بمناطق شرق وغرب المدينة قُبيل الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير بعد أن ألقي القبض عليهم من منازلهم ليلاً إثر تفتيشها، ومصادرة كتب وأجهزة كمبيوتر ومتعلقات شخصية.

وأكد مصطفى محمد، أن الحملة أسفرت حتى الآن عن احتجاز أكثر من 100 شخص، دون توجيه أية تهم لهم، ومن بين الموقوفين قيادات وأعضاء في الحركات الرافضة للانقلاب والمعارضة للسلطات الحالية، بخلاف عشرات الحالات من الاختفاء القسري لشباب تم إخلاء سبيلهم، بعد إلقاء القبض عليهم بالشارع، بطريقة عشوائية، مخالفة للقانون والدستور والمعاهدات الدولية.

وأشار إلى أن من المقبوض عليهم، شبابا وأطفالا تتراوح أعمارهم ما بين 15 و20 عاماً، لم يتم عرضهم على النيابة حتى الآن، لمعرفة طبيعة التهم الموجهة إليهم، ومن المفترض أن تحيل الشرطة المعتقلين إلى النيابة العامة للتحقيق معهم، يضيف عضو هيئة الدفاع عن المعتقلين بالإسكندرية.

وقطع مجهولون الطريق الرئيسي بمنطقة العصافرة بشارع جمال عبد الناصر، وذلك بالإطارات المشتعلة، ورددوا هتافات مؤيدة لذكرى ثورة 25 يناير، منها “يسقط يسقط حكم العسكر” و”حاي حاي 25 جاي”، ورفعوا شعارات رابعة وصورًا لمرسي، وأخرى مناهضة للسيسي.

كذلك، شهدت مناطق الكفر الجديد بكفر الشيخ، شمال دلتا مصر، و”فرهاش” بحوش عيسى بالبحيرة، شمال مصر، عدة وقفات احتجاجية ومسيرات، هتفت بسقوط الانقلاب ، وطالبت بـ “الإفراج عن المعتقلين والقصاص لدماء الشهداء”.

ورغم الطقس السيئ الذي تشهده مصر، شهدت مدن العياط وناهيا وكرداسة بالجيزة، وطملاي بمنوف، وبركة السبع بالمنوفية، وكوم النور بالدقهلية، ودسوق بكفر الشيخ، عدة تظاهرات صباحية، استجابة لدعوة التحالف الوطني لدعم الشرعية للأسبوع الثوري الجديد “الثورة جامعة”، في سياق موجة “ثورة حتى النصر” الممتدة لـ25 يناير/كانون الثاني الجاري.

وذكر التحالف في بيان، أصدره مساء أمس الخميس، “ما أحوجنا اليوم لاستعادة روح يناير التي فجرت فينا النخوة والكرامة وفجرت طاقات الإبداع، وجعلت العالم كله ينظر إلينا باحترام، وحولت ميدان الثورة إلى مزار عالمي”.

وأوضح في بيانه، “ها هي أيام يناير المجيدة تظلنا بظلالها الوارفة، تحيي فينا الأمل بخلاص قريب من طغمة العسكر الذين انقلبوا على أول حكم مدني ديمقراطي، ها هي رياح الثورة تعود مجدداً لتذكرنا بإنسانيتنا وبحريتنا وكرامتنا التي عشناها واقعاً بعد الثورة وافتقدناها بعد الانقلاب”.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى